فلسطين أون لاين

مُقاومة جنين كابوس مُرعب يُلاحق الاحتلال

تُشكِّل مدينة جنين ومُخيمها ناقوس خطر تُقرع أجراسه على أوتار مُخططات وأهداف المستوى السياسي والعسكري والأمني داخل الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين ومُقدَّساتها، والذي  يُحاول من خلالهما فرض سيطرته وإحكام قبضته الأمنية والعسكرية على قلب مدينة جنين أيقونة المُقاومة ومعقل المجاهدين، قلعة الثوار الأبطال مَن يتصدَّون بكل شجاعةٍ وبسالة لاقتحامات قوات الاحتلال الصهيوني المتكررة لمدينة جنين ومُخيمها الذي سطّر المجاهدون فيه أروع ملاحم البطولة والفداء ورسموا بتضحياتهم لأجل الدفاع عنهما أسمى معالم الثورة والكفاح ضد قوات الاحتلال الصهيوني وعلى مدار تاريخ النضال الفلسطيني القائم على استعادة الحقِّ الفلسطيني واسترداد الأرض وتحرير المقدَّسات ومواجهة تغوُّل الآلة العسكرية الصهيونية التي تُمعن في القتل والإجرام .

لذلك منذ مطلع العام الجاري وأعين الاحتلال الصهيوني بكافة مُقدّراته لم تنم وما انفكَّت تُلاحق عناصر المُقاومة الفلسطينية وكل من يتبنّى خيار تنفيذ العمليات العسكرية، ويحمل السلاح والبندقية بهدف تصويب الرصاص والبوصلة الثورية الفلسطينية نحو ضرب عمق الكيان الصهيوني وقطعان مستوطنيه.

ومع تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة في الأشهر والأسابيع الماضية، منها عملية بني براك وعملية  هجوم إلعاد وتنفيذها من قِبل أبطال مدينة جنين الشهيد ضياء حمارشة والأسير البطل أسعد الرفاعي والأسير البطل صبحي صبيحات، تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها واستهدافاتها المباشرة مع حملة اعتقالات واسعة طالت عددًا كبيرًا من الشبان الفلسطينيين، يضاف إليها سياسة التفتيش والعبث بممتلكات المواطنين عبر مداهمة الأحياء السكنية والبلدات واعتلاء أسطح المنازل من قِبل القناصة الصهيونية لملاحقة ورصد تحركات الشباب الفلسطيني المجاهد والذي يتصدّى للسياسة الهمجية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد أهالي مدينة جنين. 

المقاومون داخل مدينة جنين تصدَّوا لاقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني، واشتبكوا معه، وخلال المواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة يعبد غرب جنين أطلق جيش الاحتلال النار على الشاب بلال كبها 24 عامًا مما أدى إلى استشهاده . 

وهدمت قوات الاحتلال منزل الشهيد ضياء حمارشة مُنفذ عملية إطلاق النار في بني براك التي وقعت في 29 مارس الماضي والتي أسفرت عن مقتل 5صهاينة، وتُعد جريمة هدم المنازل وتفجيرها مِن السياسات العقابية الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني ويتعمّد  ارتكابها بحقِّ عائلات منفذي العمليات، ظنّا منه بأنها تُرهبهم وتُثنيهم عن مواصلة طريق الجهاد و المقاومة، ويعتقد واهمًا أن حملة الاعتقالات وهدم المنازل تُخيف الشباب الثائر من القيام بِعمليات بطولية مماثلة، لكنّ ذلك لم يتحقق بل تواصلت العمليات البطولية منذ بداية العام الحالي .

 ولم تتوقف السياسات الإجرامية المتبعة ضد أهالي منفذي العمليات الفردية، بل تتواصل باعتقال ذويهم وأقاربهم كما حدث مع عائلة الشهيد ضياء حمارشة واعتقال والده، هذا بالإضافة إلى تسليم إخطارات بهدم منازل عوائل منفذي عمليات أخرى ومنهم أسرى اعتقلتهم قوات الاحتلال بعد عمليات بحث كبيرة كبَّدت كيانهم هزيمة ساحقة وخسائر سياسية وعسكرية فادحة .

واستكمالًا لسياسة الانتقام والعقاب الجماعي أخطرت سلطات الاحتلال الصهيوني عائلة الأسير أسعد الرفاعي والأسير صبحي صبيحات منفذي هجوم عملية إلعاد، بهدم منزلهما في الأيام المقبلة وكلاهما من بلدة رمانة في جنين، ويُذكر بأنهم قاموا بتنفيذ عملية إلعاد التي وقعت قبل عدة أسابيع وأدت إلى مقتل 3 صهاينة وإصابة 4 آخرين .

وعلى الرغم من استمرار عمليات الاقتحام العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني في مدينة جنين ومخيمها إلا أن المقاومة الفلسطينية بداخلها حاضرة وتزداد بأسًا وشراسةً وإصراراً على التصدّى لجرائم العدو واستهدافاته المتواصلة بحقِّ الشباب الفلسطيني المقاوم والذي أخذ على عاتقه الثأر والانتقام من قوات الاحتلال ردًّا على انتهاكاته وسياساته الإجرامية المتكررة بالإعدامات الميدانية.