فلسطين أون لاين

سبسطية والمسعودية

تقرير "حاجز المسعودية".. أولى خطوات الاحتلال للسيطرة على مدينتين أثريتين

...
حاحز المسعودية - أرشيف
نابلس-غزة/ جمال غيث:

على أحد الجانبين يقف مجموعة من جنود الاحتلال مشهرين أسلحتهم في وجه المارة الذين أرهقتهم ساعات الانتظار في طوابير أو مركبات تحت أشعة الشمس، للسماح لهم باجتياز "حاجز المسعودية" الواصل بين مدينتي جنين ونابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وعلى الجانب الآخر ترتفع المكعبات الأسمنتية التي تحمل آثار حرائق، وتناثر بعض الحجارة على الأرض التي ألقاها المستوطنون من مكان مرتفع على الأهالي الموجودين أمام الحاجز.

وبين الجانبين تجثم بعض الكثبان الرملية والمكعبات الأسمنتية وسياج حديدي يمنع مرور الفلسطينيين دون إذن من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح.

وكانت سلطات الاحتلال قد نصبت حاجز "المسعودية" على الشارع الواصل بين محافظتي نابلس وجنين بالقرب من منطقة المسعودية، في منتصف آذار 2022، ويتكون من مكعبات أسمنتية.  

حواجز عسكرية

ويحاول الاحتلال من خلال تلك العملية -والقول للناشط ضد الاستيطان بشار القريوتي- السيطرة على مدينتي سبسطية والمسعودية الأثريتين، القريبتين من الحاجز، ومنع وصول المتنزهين إليهما.

وأكد القريوتي لصحيفة "فلسطين"، أن جنود الاحتلال الموجودين على الحاجز، يحاولون فرض عربدتهم في المنطقة وعرقلة السيارات وينكلون بالمواطنين خلال مرورهم من الشارع.

وقال: إن "المستوطنين الموجودين في محيط الحاجز، يعتدون باستمرار على المواطنين خلال مرورهم من الحاجز ويلقون الحجارة على المارة أمام مرأى الجيش".

وأضاف أن المنطقة باتت خطيرة نظرًا لوجود جيش الاحتلال فيها وقيام المستوطنين بإلقاء الحجارة من التلال الموجودة بالمكان، والتي أدت لتسجيل العديد من الإصابات.

وأوضح أن جرائم المستوطنين هدفها منع إخلاء مستوطنة "حومش" المقامة على أراضي قرية برقة شمالي مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ومحاولة للضغط على حكومة الاحتلال للسماح لهم بالبقاء فيها، وإظهار قوتهم وقدرتهم لفرض السيطرة على المكان.

وأرجع أسباب بقاء المستوطنين وجيش الاحتلال في المنطقة وتجريف المكان بين الفينة والأخرى ومنع وصول المزارعين إلى أراضيهم، لبسط سيطرتهم على المدينتين الأثريتين، مضيفًا أن "المستوطنين يعتبرونها أماكن مقدسة ويجب السيطرة عليها، فنجدهم يحضرون إليها في أعيادهم ومناسباتهم بحجة أنها آثارهم".

وأشار إلى أن الاحتلال يحاول إنشاء حواجز عسكرية وتزويدها بكاميرات مراقبة دقيقة على مداخل ومفترقات المدن الفلسطينية لرصد تحركات الفلسطينيين ومتابعتهم وسهولة الوصول إليهم.

طرق التفافية

ويضطر بعض الأهالي حسبما يذكر المختص في شؤون الاستيطان خالد منصور، إلى سلك الطرق التفافية ووعرة لتجنب المرور من أمام الحاجز والتعرض لبطش المستوطنين وجيشه الموجودين أمامه.

وأوضح منصور، لصحيفة "فلسطين"، أن بقاء المستوطنين بالمكان وإقامة حاجز عسكري هناك لإذلال الشعب الفلسطيني وتعطيل حياته، ودفعهم لترك الشارع ليسهل عليهم سلب مزيد من الأراضي الزراعية.

وقال: إن "المستوطنين من خلال بقائهم في المنطقة يرسلون رسائل ضغط لحكومتهم العنصرية من أجل بقائهم في المكان وعدم إخلاء مستوطنة حوميش". 

وأكد أن الاحتلال والمستوطنين يسيطرون على المنطقة المرتفعة الفاصلة بين مدينتي جنين ونابلس، كي يسهل عليهم مراقبة المكان ويتحكمون بحركة تنقل الأهالي.