لأجل القدس والأقصى والمُقدَّسات الإسلامية قالت المقاومة الفلسطينية كلمتها، وأعدَّت عُدَّتها، وأشهرت سيفها في وجه العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه الذين يتأهبون لتنظيم مسيرة أعلام ضخمة واقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه فيما يسمى "يوم القدس العبري"، الذي يُوافق الأحد القادم 29 مايو، وذلك وسط دعوات يمينية صهيونية وحشد من كبار حاخامات اليهود لاقتحام المسجد الأقصى ورفع الأعلام الصهيونية؛ ولكن في مقابلها تعلو تهديدات عسكرية من المقاومة الفلسطينية بأنّ القدس والأقصى خطٌ أحمر وأي مساس بهما ثمنه الدماء وسيقابله رد من حيث لا يعلم العدو ولا يتوقّع طبيعة الرد!؟ .
الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه يعلمون الدرس جيدًا ومن خلال معركة سيف القدس بأنَّ المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام قد أوصلت بالخط الأحمر وبِلغة التهديد والوعيد رسائلها المرفوعة والمُحمَّلة بِصوت القذائف وحمم الصواريخ ولهيب الراجمات، وأثبتت معادلتها الشهيرة: ما قبل سيف القدس ليس كما بعدها، والأيام دول وسيعلمون ماذا ينتظرهم: جحيم ونيران وملاجئ يفرُّون إليها كالجرذان، وهذا عند سماعهم أول صوت لإطلاق صافرات الإنذار، كيف لا يصلهم الدرس وفي مواجهة كيانهم الغاصب تقف المقاومة بالمرصاد، ضاغطة على الزناد؟ فهي التي إن قالت فعلت، وإن وعدت أوفت، وإن حذَّرت وأنذرت فما على الوسيط المصري والدولي إلا البلاغ المبين بالفعل قبل القول .
كلمة المقاومة الفلسطينية مرفوعة ومسموعة داخل فلسطين المحتلة وفي قلب القدس وفي باحات المسجد الأقصى المبارك، أكدت قولها على الصهاينة مرارًا وتكرارًا: لا ولن تمرُّوا بأمان، ولن يكون لكم في القدس والأقصى موطئ قدمٍ تشعروا فيه بالسلام أو الاطمئنان فهذه أرضٌ عليكم حرام ومصير احتلالكم لها طال الزمان أم قصر إلى زوال، هذا وعد الله وهذا عهد وقسم من المقاومة الفلسطينية ألا تقرّ لها عين إلا بتحرير كامل تراب فلسطين من الصهاينة الغاصبين والمعتدين.
المقاومة الفلسطينية أكدت أنّها لن تسمح بعربدة المستوطنين في مدينة القدس وشوارعها، وأنّها تترقّب باستمرار وتنظر من كثب إلى ما يجري في ساحات القدس والأقصى، ولن تسمح بفرض وقائع جديدة في القدس، وهذا ما تأكّد خلال معركة سيف القدس التي انطلقت شرارتها في أيار العام الماضي عندما لبَّت نداء الواجب دفاعًا عن القدس وأهلها وردًّا على انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحقِّ المسجد الأقصى المبارك.
الاستفزازات باقتحام الأقصى وإقامة صلوات تلمودية من المتطرفين الصهاينة ورفع الأعلام مرورًا بباب العامود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة التي ينوي العدو الصهيوني السماح بِممارستها من قِبل قطعان المستوطنين يوم الأحد القادم وبحماية قوات الاحتلال لا يمكن لها أن تمر مرور الكرام، فالمسجد الأقصى عقيدة وجهاد ورباط، وهو مسرى نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، أولى القبلتين وثاني المسجدين، احتله الغزاة الصهاينة وعاثوا في ساحاته فسادًا لمدة تجاوزت 70 عامًا، وصمت العالم العربي والإسلامي على انتهاكاته وجرائمه بحقِّه، لكنّ المقاومة الفلسطينية لم تلتزم حيال الانتهاكات والاقتحامات الصهيونية مثل هذا الصمت المُريب، بل أسرجت قناديلها ووجّهت بوصلتها نحو القدس والأقصى، وأعلنت النفير العام وشدّ الرحال إلى قِبلة المسلمين الأولى دفاعًا عنه ونُصرةً له واستعدادًا لِمعركة التحرير الكبرى، تحرير كامل تراب فلسطين ومقدساتها من دنس الاحتلال الصهيوني.