فلسطين أون لاين

سباق إسرائيلي مع الزمن لحرمان إيران من تجاوز الخط الأحمر النووي

ما زالت تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس عشية سفره إلى الولايات المتحدة بشأن شدة التهديد الإيراني، خاصة التقدم في البرنامج النووي الإيراني، تشرح المخاوف الإسرائيلية على حقيقتها، مع وجود بعض المؤشرات المقلقة الجديدة، التي تجعل إيران، خلال فترة زمنية قصيرة، قادرة على مضاعفة نسبة التخصيب إلى المستويات المرتفعة.

في الوقت ذاته، هناك جملة قضايا أخرى مقلقة تأتي على رأس جدول أعمال المحادثات الإسرائيلية الأمريكية، بينها رفض إيران تقديم معلومات عن المنشآت النووية التي تم الكشف عنها لأول مرة عقب سرقة الاحتلال أرشيفها النووي في 2018، ولا مصير اليورانيوم المعالج الذي عثر فيه على بقاياه، وعدم وجود رقابة فعالة على أنشطتها النووية، فضلا عن المعلومات اللازمة عن الأبعاد العسكرية للبرنامج، والتقدم في تجهيز الصواريخ المتطورة، وإمداد حلفائها بالصواريخ والطائرات بدون طيار.

الانطباع الإسرائيلي السائد أن الوقت الذي ستستغرقه إيران لإنتاج أسلحة نووية أقصر مما هو متوقع حتى الآن، ويبلغ عاما أو أقل قليلاً، وبمجرد اتخاذ القرار، ومع مرور الوقت، سيرتفع ثمن التعامل مع التهديد المتزايد، وقد تؤدي مثل هذه الخطوة لسباق تسلح نووي في المنطقة.

بالتزامن مع زيارة غانتس إلى واشنطن، يتم التحضير لزيارة الرئيس الأمريكي بايدن لتل أبيب، وهما يهدفان لتعزيز تعاونهما الأمني ​​لتحسين الاستعداد لإحباط جهود إيران النووية، ويواصلان بناء قدراتهما على العمل ضد بنيتها التحتية، من منطلق إدراك أنه يجب الاستعداد لإمكانية اتخاذ إجراء عسكري إذا لزم الأمر، كما أن التدريبات العسكرية الجارية، التي ستتضمن صورة هجوم على إيران، تنسجم أيضًا مع هذا الاتجاه، وقد تعكس الرغبة بإكمال الاستعداد، وسد ثغرات حقيقية في الجاهزية، والحصول على ميزانيات إضافية، رغم أن هذه الرسائل تقوض القدرة الرادعة للنشاط الإسرائيلي.

يرصد الإسرائيليون ما يعتبرونه مشكلة أخرى تتمثل في أن اهتمام إسرائيل والولايات المتحدة المشترك بوقف النشاط الإيراني لتقصير الجداول الزمنية، لكنهما لا يتفقان على الغرض من هذه الخطوة بعد المدى القريب، فبينما يحاول الأمريكيون إعطاء الانطباع بأنهم أقل حماسًا من ذي قبل للعودة إلى الاتفاق النووي بأي ثمن، لكنهم ما زالوا يأملون في إقناع طهران بالعودة لذات الاتفاق، والتأكد من عدم انفجار مشكلة إيران أثناء رئاسة بايدن.

يأخذ الإسرائيليون على الأمريكيين ما يعتبرونه "تراخيا" إزاء إيران؛ ما قد يدفعها لالتزام سياستها الحالية التي تقربها بشكل متزايد من وضع دولة ذات عتبة نووية، من خلال تجاوز الخط الأحمر الذي حدده رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو في 2012 في خطابه الشهير أمام الأمم المتحدة.