فلسطين أون لاين

بأيدٍ محلية.. حلقوم غزة يزين موائد ضيوف عيد الفطر

...
غزة/ جمال غيث:

يراقب مازن الخطيب، بحذر شديد المزيج المكون لحلوى الحلقوم، بعد أن وضعه داخل وعاء كبير ارتكز على موقد مشتعل ينتظر انتهاء المرحلة الأولي كي يبدأ بالخطوة التي تتلوها.

ويتنقل الخطيب، مسرعًا داخل مصنعه الصغير في أحد أحياء مدينة غزة، لمراقبة أنجاله وأبناء إخوته الذي يساعدونه في العمل، لإنجاز الكميات المطلوبة منه مع اقتراب حلوب عيد الفطر.

وقبل نحو 15 عامًا تمكن الخطيب، من إنشاء مصنع خاص به لصنع حلويات "الحلقوم" في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

طريقة التحضير

يقول الخطيب (52 عامًا) لصحيفة "فلسطين" إن فكرة إنشاء المصنع استلهما من مصنع عمل به قبل نحو 50 عامًا، ثم انتقل للعمل في مصنع أخرى ليتعرف على سر المهنة ويتقنها.

وعن طريقة تحضير عجينة الحلقوم، يقول الخطيب: "نقوم بوضع الماء والسكر في قدر على موقد الغاز وعلى درجة حرارة معينة مع التحريك المستمر، ومن ثم نضيف النشا، مع حامض الليمون، والجلوكوز، والفانيليا، وتترك لمدة نصف ساعة إلى أن يصبح الخليط لزجًا".

"بعد الانتهاء من تلك العملية يواصل الخطيب، ومن ثم نقوم بسكب الخليط في أواني خشبية كبيرة الحجم -فرش خشبي- ويترك ليوم كامل حتى يبرد ويصبح صلبًا لتبدأ بعدها عملية التقطيع، ثم تزيينها بمكسرات كـ: "اللوز، والبندق، والجوز، والكاجو، وجوز الهند".

بعد انتهاء من تزيين الحلقوم تنقل الحلوى بعد التقطيع إلى ماكينة التغليف، التي يتابعها "الخطيب" ويضطر بين الفينة والأخرى إلى إيقافها خشية من إصابتها بعطل كون قطع صيانتها مرتفعة الثمن وشحيحة في القطاع.

بعد الانتهاء من عملية التغليف يبدأ أحد أبناء الخطيب، بجمع الحلقوم ومن ثم تعبئته وتغليفه بأحجام وأوزان مختلفة داخل صناديق ليسهل نقلها وتوزيعها على الأسواق والمحلات التجارية.

ويختلف سعر الكيلو الواحد من حلوى الحلقوم فمنها السادة ومنها المزخرف أو المحشو بالمكسرات، وجوز الهند، وفق الخطيب، الذي أكد أن الأسعار في متناول الجميع.

عقبات الصناعة

وسرعان ما يجلب الخطيب، أمام ماكينة التغليف ليواصل عمله، مرتديًا نظارة طبية، من أجل مراقبة العملية ليقول: إن مهنته تواجه عقبات عدة منها انقطاع الكهرباء، واضطراره إلى الاشتراك في مولد كهربائي يملكه مستثمر محلي من أجل مواصلة عمله، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الخام التي يحتاجها في صناعة الحلوى، بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ومنع التصدير للخارج ومدن الضفة الغربية.

ويبدو الخطيب متفائلًا جدًا هذه الأيام -العشر الأواخر من رمضان- جراء زيادة الطلب على حلوى الحلقوم، مضيفًا: "فكان الأهالي منذ بداية الشهر متخوفون من اندلاع مواجهة جديدة مع الاحتلال ما ينغص فرحتهم باستقبال عيد الفطر المبارك، ويمتنعون عن شراء حلوى الحلقوم".

ويعمل الخمسيني الخطيب، وفق ما قاله لصحيفة "فلسطين" حسب الطلب خاصة وأن العام الماضي أنتج كمية كبيرة من حلوى الحلقوم، وبسبب اندلاع مواجهة مع القطاع، امتنعت العديد من العوائل من شراء الحلوى، الأمر الذي اضطر لبيع منتجه بنصف التكلفة وهذا ما كبده خسارة قدرها بـ15 ألف دولار.

ويزداد الطلب على حلوى الحلقوم في نهاية شهر رمضان، ويتم تقديمه كضيافة للزوار خلال العيد، فيما يقل الطلب عليه في الأيام العادية.

وليبقى مصنع الخطيب، يعمل على مدار العام ليتمكن من إعالة أسرته والأسر التي الثمانية التي تعمل به، وتحديًا لأزمة انقطاع الكهرباء، والحصار وارتفاع الأسعار، يصنع الخطيب، في الأيام العادية العديد من الحلويات التي تلقى ترحيبا وإقبالًا من الأطفال.

 

المصدر / فلسطين اون لاين