فلسطين أون لاين

أخصائي تغذية يحذر من تناولها

الفسيخ.. تجارة موسمية تزدهر في غزة نهاية رمضان

...
غزة/ أدهم الشريف:

تزدهر تجارة أسماك الفسيخ في مثل هذه الأيام من كل عام، وتعد واحدة من أكثر الوجبات الشعبية المفضلة لنسبة عالية من المواطنين في قطاع غزة، البالغ تعداد سكانه أكثر من مليوني نسمة.

ويلجأ مواطنون في نهاية رمضان إلى شراء أنواع مختلفة من الفسيخ ليكون أمامهم متسع من الوقت لتنظيفها وتحضيرها للإفطار أول أيام عيد الفطر.

ويوجد في قطاع غزة عدة أنواع من الفسيخ، إذ يفضل البعض أن تصنع من سمك البوري، ويفضلها آخرون أن تصنع من البوري.

"لكل نوع من الفسيخ زبائنه" هكذا يقول أحمد أبو عاصي، من سكان غرب غزة، والذي يعرض صنفيْن من الفسيخ، البوري والجرع.

ويقول لصحيفة "فلسطين"، إنه صنع كميات كبيرة في هذا الموسم من كل عام، لتلبية حاجة الزبائن الوافدين لشرائها.

وأشار إلى أنه يصنع من كلا الصنفين، ما بين 800 كيلوجرام وطنًا كاملاً، وجميعها يتم تصريفها للمواطنين.

وتملك عائلة أبو عاصي التي يتوارث أبناؤها مهنة صنع أسماك الفسيخ منذ 3 عقود، مصنعًا في بيته قرب معسكر الشاطئ، غرب مدينة غزة.

وعلى مقربة منه يعرض الكميات التي قام بصنعها والمحفوظة لديه في براميل تبقى بداخلها لفترات متفاوتة حسب نوع الأسماك، وتتراوح بين 4-6 أشهر.

وتصل تكلفة الكيلو الواحد من فسيخ الجرع إلى 30 شيقلاً، أما البوري وهو الأشهى والمفضل أكثر لدى نسبة عالية من الزبائن، كما يضيف أبو عاصي، يصل سعره لـ40 شيقلاً، لكن بسبب تردي الظروف المادية للمواطنين بغزة، يباع بـ 35 شيقلاً.

ويعيش المواطنون في القطاع الساحلي ظروفًا مادية صعبة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، وترك ذلك تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية، وأدى إلى رفع نسبة الفقر والبطالة.

وهذا ما يدفع حسن خليفة، أحد أبرز صانعي الفسيخ في مدينة غزة، إلى صنع كميات محدودة هذا العام.

وقال خليفة لصحيفة "فلسطين"، إنه اكتفى بصنع 400 كيلو من أسماك الفسيح، البوري والجرع، لأن ظروف المواطنين لا تشجع على صنع كميات أكبر.

ويبيع خليفة الكيلو الواحد من فسيخ البوري بـ35 شيقلاً أما الجرع فثمن 2 كيلو بـ45 شيقلاً.

وبين أن صنع الفسيخ وتجارته في مثل هذه الأيام من كل عام، تعد تجارة موسمية ومربحة للكثير من تجار الأسماك وصانعي الفسيخ، إذ يصل سعر الكيلو الواحد من البوري قبل تحويله إلى فسيخ 20 شيقلاً، في حين أن الجرع تكلفته أقل.

ونبَّه إلى أنه بسبب تردي الحالة الاقتصادية في غزة، أصبح هذا النوع من التجارة يمر بظروف صعبة كأي تجارة أخرى.

ويوجد في غزة نوع آخر من الأسماك المفضلة للمواطنين أول أيام العيد، ويطلق عليها "الرنجا" المصنعة من أسماك "ماكاريل" المستوردة والأنسب لصنع السمك المدخن.

وتبدأ صناعة الرنجا بإزالة تجميد السمك المستورد وتنظيفه بالكامل وقطع رأسه، ليكون جاهزًا لوضعه في الثلاجة لفترة زمنية، وينقل بعد ذلك إلى أفران التدخين وتعلق كل سمكة من الذيل بدبوس حديدي، وتوضع على قضبان حديدية داخل الفرن.

أما عن مرحلة التدخين، فهي مرحلة هامة جدًا إذ إنها تحدد جودة صناعة الرنجة، وخلالها يتم إدخال الأسماك المعلقة على القضبان الحديدية إلى الفرن، وإيقاده بأخشاب النجارة الخشنة أو صناديق البضائع المصنعة من الكرتون، لضمان عدم اشتعال النيران والاكتفاء بالدخان فقط.

وبينما يفضل الكثير من الغزِّيين الأسماك المدخنة والمملحة أول أيام العيد، فإن أخصائي التغذية د. حازم برغوت، يحذر بشدة من تناولها بسبب الأضرار الكبيرة التي تلحق بجسم الإنسان.

وبيَّن لصحيفة "فلسطين"، أن هذه الوجبة الشعبية تعود أصولها إلى جمهورية مصر، وانتقلت لغزة بسبب قرب المسافة، وهي تحتوي على الكثير من المضار أكثر من الفوائد.

وذكر أن الفسيخ يحتوي على نسبة كبيرة من الصوديوم والذي يؤدي إلى تحرير المياه من جسم الإنسان، في وقت نكون فيه بحاجة ماسة إلى تروية مائية لأجسامنا أول أيام العيد.

وأشار إلى أن إدخال الصوديوم إلى جسم الإنسان يؤدي إلى تحرير كمية من الكالسيوم، وطردها عبر الكلى ما يؤدي إلى الإصابة بحصوات، إضافة إلى أن البكتيريا الموجودة في الأسماك المملحة قد يؤدي إلى عمليات تسمم.

ونصح بضرورة تناول البقدونس والليمون، إما عصير (7 عيدان وليمونة) أو في طبق سلطة، حال تناول الفسيح، والفواكه كذلك وخاصة الموز والخوخ.

 

المصدر / فلسطين اون لاين