فلسطين أون لاين

عقبات إسرائيلية تحول دون عدوان على غزة

فيما شهد قطاع غزة توترًا أمنيًّا لساعات معدودة في إحدى الليالي الأخيرة عقب قصف الاحتلال لموقع تابع للمقاومة، باتت الأوساط العسكرية الإسرائيلية تتداول فرضيات تجدد مواجهة فيه، ما دفع الجيش لإطلاق سلسلة من التدريبات لمحاكاة مناورات برية متوقعة في قلب غزة.

قبل نشوب ذلك التوتر بعدة أسابيع، وقبيل انتشار أصداء الانفجارات ورائحة البارود على حدود القطاع بالتزامن مع أحداث الأقصى، صدرت دعوة من رئيس الأركان كوخافي لجنوده بإجراء مناورة في عمق الأراضي الفلسطينية، بزعم أن تكون "شيئًا آخر"، وتنفذ دروس عملية "حارس الأسوار" في رمضان 2021، وتتضمن عمليات جديدة ومفاجئة.

يتوقع أن تمر التدريبات في جميع القطاعات، خاصة المناورة التي تتعلق باستهداف أعماق غزة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض كبار الضباط لم يخض حربًا أبدًا، وضرورة تفادي أخطاء حربي لبنان الثانية 2006، والجرف الصامد 2014، بما في ذلك تجنيد عشرات الآلاف من الاحتياط، ومثلهم من النظاميين.

لا ينكر ضباط الاحتلال أن التحدي الذي يواجهونه للحرب القادمة في غزة يتمثل في بناء إجراءات قتالية منظمة، خشية تكرار الخسائر البشرية التي مني بها الجيش في حرب غزة ذات الخمسين يوما في 2014، وتخللها سقوط 68 جنديًا، ولذلك من الواضح أنه سيكون هناك خسائر إسرائيلية أخرى في الحرب القادمة، مما يؤكد أن التحدي القادم في غزة سيكون معقدا ومشغولا جدا، الأمر الذي قد يتطلب الاستعانة بالأنظمة الرقمية، وتطوير الطائرات المسيرة، وتوجيه النيران، ونقل المعلومات الدقيقة إلى القادة الميدانيين من خلال مساعدات تكنولوجية مختلفة. 

تتحدث المحافل العسكرية الإسرائيلية عن ثغرات في القوات المقاتلة، بعد مرور عشرين عامًا لم يناور فيها الجيش الإسرائيلي في عمق الأراضي الفلسطينية منذ عملية السور الواقي في الضفة الغربية 2002، ما دفع جيش الاحتلال للاستعانة في هذه التدريبات بضباط ذوي خبرة في القتال الميدانية في الحزام الأمني بجنوب لبنان، وفي مكافحة الهجمات الاستشهادية في الضفة الغربية بداية الانتفاضة الثانية، وهم يعلمون في الوقت ذاته تضاريس قطاع غزة، وأعماقه الجغرافية.

في الوقت ذاته، لا يخفي جيش الاحتلال اعترافه بأنه لم يكن مستعدًا بشكل كافٍ لعملية الجرف الصامد في غزة، مما قد يستدعي في المرة القادمة استحضار "معجزة" كي لا تتكرر إخفاقاته في المواجهة القادمة، عبر ترجمة خطة العمليات المعدة في أدراج رئاسة الأركان إلى أساليب دقيقة للعملية فيما تسمى "ممرات النار"، والهدف النهائي هو جلب القوة المعادية إلى ساحة المعركة من خلال تجاوز جملة من الألغام، عبر تقليص الفجوة بين الجيش وقوى المقاومة في غزة، مع ثقة الاحتلال بأن المقاومة ذاتها تعد نفسها لمثل هذه المواجهة، وهنا تكمن مفاجأته غير المتوقعة!