الموعد يقترب، والمستوطنون يتجهزون لـ "الحدث الأكبر" بالنسبة لهم، وهو الاحتفال بما يُسمى "عيد الفصح" الذي سيتضمن ذبح القرابين في باحات المسجد الأقصى، في خطوة "استفزازية" هم يدركون عواقبها جيداً.
المستوطنون يصرّون على "تكبير رؤوسهم" والضغط على زناد صاعق التفجير من خلال المُضي نحو ذبح "القرابين" وتهريب دمائها إلى داخل الأقصى ونثرها في صحن قبة الصخرة، في وقت صدحت فيه حناجر فصائل المقاومة بالتهديد والرد على أي ممارسات عنجهية.
تُحاول من تُطلق على نفسها "جماعات الهيكل" الدفع نحو الإحياء العملي لطقوس القربان منذ عام 2014، باعتبارها الطقوس الأساسية التي اندثرت بـ "اندثار الهيكل" وفق الزعم التوراتي، وإحياؤها إحياءٌ للهيكل المزعوم في الوعي الصهيوني.
ومن باب التحفيز، نشرت "جماعات الهيكل" إعلاناً تدعو فيه المتطرفين إلى المبادرة الفردية لتقديم "قربان الفصح" في المسجد الأقصى يوم الجمعة، مقابل مكافأة مالية مقدارها عشرة آلاف شيكل، لمن يُحيي طقوس "الذبح" كاملةً.
وكانت جماعات الهيكل المتطرفة قد نفذت قبل أيام محاكاة لتقديم القربان ملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى، لكن بعض حاخاماتها ونشطائها باتوا مقتنعين أن الوقت قد حان لتقديم القربان في الأقصى بعد المسيرة الطويلة من المحاولة عبر المحكمة منذ 2010، والإحياء العملي لطقوس القربان في عدة أماكن حول الأقصى منذ 2014.
أصوات التهديدات الفلسطينية خرجت كالبركان من كل "حدب وصوب" سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة الذي كشّر عن أنيابه دفاعاً عن كرامته المتمثلة بحماية المسجد الأقصى، واضعاً خلف ظهره معاناة الحصار وما خلفها من أزمات خانقة قسمت ظهر كثيرين من الناس.
هنا غزة التي لا تخشى في الله "لومة لائم"، تضم بين جنباتها فصائل مقاومة "يحسب لها الغريب قبل القريب ألف حساب"، لا تترك شاشات التلفزة وهم يتابعون عن كثب كل ما يجري في ميدان القدس والضفة، كونها الشق الآخر من القلب بالنسبة لها.
توّعد المقاومة الفلسطينية بالدخول في مواجهة مع الاحتلال حال أقدم المستوطنون على هذه الخطوة، أدخل الحكومة الإسرائيلية في حالة من التيه في التعامل مع تلك الكرة المتدحرجة، إلى أن وصلت لقناعة مفادها "لا يُمكننا الدخول في مواجهة جديدة، حتى لا تتكرر تجربتنا الخائبة في معركة سيف القدس العام الماضي".
كـ "البالون المثقوب" هدأ روع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، حتى أطلق مدير مكتبه للغة العربية أوفير جندلمان، تصريحاً أمس، يقول فيها "المزاعم بان يهودا ينوون ذبح القرابين في المسجد الأقصى كاذبة تماماً"، الذي جاء عقب تحذير حركة حماس للاحتلال.
ولم تكتفِ بذلك فحسب، بل أعلنت شرطة الاحتلال عن إبعاد المسؤول عن نشر دعوات لتقديم القرابين بالحرم القدسي عن البلدة القديمة حتى منتصف مايو.
وأخيراً، من الواضح أن الأوضاع تسير على أرضية رمال متحركة قد تنزلق نحو الهاوية وينقلب السحر على الساحر إذا أصرّ المستوطنون تنفيذ خطواتهم الاستفزازية، لنترك الكلمة للميدان يوم الجمعة القادمة.