بينما ينشغل العالم بالحرب في أوكرانيا، يجدر بنا كفلسطينيين أن ننشغل بقضيتنا الفلسطينية. الحالة القائمة الآن تقول إن دول العالم الكبيرة كأميركا ودول الغرب والصين واليابان منشغلون بحرب روسيا في أوكرانيا، ومنشغلون أكثر بتداعيات هذه الحرب على دولهم وعلى مصالحهم، ومنشغلون بالتحولات الجيوسياسية والاقتصادية وتأثيراتها. وفي نظري أن لهذا الانشغال العميق ما يبرره، فبعد سقوط أوكرانيا، أو بعد فشل روسيا، ستكون هناك تحولات كبيرة في النظام العالمي، وسيكون العالم بعد أوكرانيا غير العالم الذي كان قبل غزوها.
هذه الانشغالات الدولية أخذت دول العالم بعيدا عن القضية الفلسطينية. نعم كانت هذه الدول تبتعد عن القضية الفلسطينية قبل الحرب في أوكرانيا، ولكنها ابتعدت أكثر عنها الآن، وانشغلت بأوكرانيا، حتى يمكن القول بأنها نسيتها، أو تناستها، وهكذا كل جديد ينسينا القديم، ولكن هذا النسيان لا يتناسب مع واجبات العمل الوطني، ومع الباحثين عن الحرية وتقرير المصير في فلسطين؟!.
المؤسف أن قادة السلطة لا يعبرون عن حالة قلق من هذه الوضعية، ويمارسون حياتهم وكأن كل شيء على ما يرام، مع أن أصحاب الخبرة يقولون إن حالة الركود، وحالة النسيان الدوليه هي في صالح العدو الإسرائيلي الذي يواصل تنفيذ خططه، وبالذات التهويد، والاستيطان، وقضم الأراضي في هذه الغفلة العالمية عن قضيتنا ومنطقتنا.
إن كل يوم ركود بلا فعل فلسطيني هو يوم فشل فلسطيني، هو يوم ضار بالقضية، ومن ثمة وجب على ذوي الاختصاص مقاربة هذه الحالة والخروج منها بعمل يومي يعيد للقضية ألقها وبريقها، ويجعلها على المائدة الدولية يوميا، وبالذات في حالة الحرب الأوكرانيا التي يجتمع فيها العالم على شجب الاحتلال؟!
المؤسف أن القيادة الفلسطينية تمثل حالة فشل، وحلة غياب، وليس لديها برنامج يدعم فرض القضية الفلسطينية على دول العالم من خلال الاستفادة من الحرب في أوكرانيا، والمؤسف أن الدول العربية يمارسون الغياب نفسه، بينما تسجل دولة الاحتلال تواجدا كبيرا في أوكرانيا، وفي فرض الأمر الواقع على الضفة والقدس.
محمد بو القعيان هو الفلسطيني شبه الوحيد الذي اخترق حالة الركود والفشل، بعد تفجر الحرب الأوكرانية، ووقع بدمه على قضيته بوجوب استبقائها في واجهة القضايا المحلية والدولية بلا منازع. إن أول احتلال يجب إزالته عالميا هو الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وأول شعب يجب أن ينال حقه في تقرير المصير هو الشعب الفلسطيني. وإن أول دولة عدوان في العالم يجب ردعها ومعاقبتها هي دولة الاحتلال لا غيرها.
وإذا تعددت المكاييل في تطبيق القانون الدولي فهذا يعني أنه لا استقرار في العالم، وغدا تأخذ الصين تايون بقوة السلاح، وهكذا تستمر النزاعات والحروب، ويكون السلاح هو أهم منتجات الحضارة المعاصرة؟!