فلسطين أون لاين

قراءة إسرائيلية في دور تزامن عدة مناسبات بانفجار الأوضاع

ما زالت عملية بئر السبع تساهم بزيادة المخاوف الإسرائيلية من التصعيد الأمني المرتقب في الفترة التي تسبق حلول شهر رمضان، ولذلك تجري محادثات مع السلطة الفلسطينية لتهدئة المنطقة، لا سيما حول القدس والأقصى، للحيلولة دون اندلاع حريق أمني عبر سلسلة من المساعي الإسرائيلية لوقف موجة الهجمات المتصاعدة، رغم أن مسؤولي الأمن الإسرائيليين يقولون إن الاختبار التالي للتنظيمات الفلسطينية سيكون في "يوم الأرض" نهاية الشهر الجاري.

مع أن المسؤولين الأمنيين فوجئوا بهجوم بئر السبع، لأن تركيزهم كان بشكل أساسي على القدس في الفترة التي سبقت شهر رمضان، ورغم أننا أمام هجوم منفرد، لكنه يعكس فقدان السيطرة الإسرائيلية في النقب، مما يدفع المؤسسة العسكرية للإعراب عن خشيتها ممن موجة هجمات فردية كما كانت عام 2016، وتستعد لمنعها.

في الوقت ذاته، فإن عملية بئر السبع قابلها رغبة فلسطينية بتسخين جميع القطاعات، بما في ذلك فلسطينيي48، من أجل تحقيق هبة شعبية ضد الاحتلال في الفترة التي تسبق الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة، بمحاولة إثارة العاصفة في هذا اليوم، رغم أن لدى الاحتلال والأردن والسلطة الفلسطينية مصلحة مشتركة بالحفاظ على الهدوء في القدس والأراضي الفلسطينية.

مع العلم أن المنطقة تشهد حراكا متلاحقا للحيلولة دون اندلاع انتفاضة شعبية، فالملك الأردني عبد الله الثاني سيصل الضفة الغربية لمناقشة تهدئة الوضع في المسجد الأقصى خلال الشهر الكريم، كما اجتمع وزير الأمن الداخلي عومر بارليف مع حسين الشيخ، لمناقشة سبل منع وقوع مواجهات في القدس، وتعمل مصر مع المقاومة في غزة لتحقيق الاستقرار، والحرص على عدم التصعيد على الحدود، لكننا قد نكون في هدوء ما قبل العاصفة.

تتزامن عملية بئر السبع مع جملة من الأحداث الميدانية، لعل أهمها اقتراب إحياء الفلسطينيين ليوم الأرض في 30 مارس، وتشير التقديرات أن المقاومة ستحيي هذه المناسبة بالتزامن مع حلول شهر رمضان، واقتراب الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة الأخيرة، وكل ذلك مع الوضع المتوتر في النقب، الذي بات يشهد دعوات لأهله لتصعيد نضالهم ضد الاحتلال من أجل منع تهويده، وترسيخ الهوية العربية الفلسطينية فيه.

صحيح أن العالم كله منخرط حاليًا في الحرب الأوكرانية، وقد لا يكون الوقت المناسب لبدء جولة مواجهة جديدة بين المقاومة والاحتلال، لكن الإسرائيليين لديهم إحباط متكرر من عدم القدرة الدقيقة على التعرف على نوايا الفلسطينيين، مثلما حصل في حرب غزة السابقة، حين فاجأوا العالم بقصف القدس وتل أبيب المحتلتين، ولذلك فإن الأمور قد تتغير بين لحظة وأخرى.