مع تفاقم الأزمات الحكومية الإسرائيلية، وتزايد الحديث عن بداية تصدع الائتلاف الحكومي، تتوجه الأنظار إلى وزير الحرب بيني غانتس، باعتباره المتسبب الرئيس في هذه التوترات الداخلية، فضلا عن مسئوليته في تدهور الأوضاع الأمنية للاحتلال تحت رعايته، بسبب أخطائه العملياتية وإخفاقاته العسكرية، حتى وصلت الأمور للمطالبة باستقالته من الحكومة بزعم إعادة دولة الاحتلال لما يصفونها بـ"الاتجاه الصحيح"، في ضوء أن قائمة الإخفاقات أطول من النجاحات التي تعود إلى غانتس، الذي باتت لديه فرصة متاحة اليوم قبيل الوصول إلى اللحظة الأخيرة.
خلال الأشهر الثمانية السابقة، صدرت عن غانتس تصرفات "غريبة ملتوية"، رغم أنه يشارك فيها من خلال مقاعد قليلة في الكنيست لا تزيد عن ستة مقاعد، ما يجعله يمارس سياسة "مشوهة"، وقد حاول في الحكومة السابقة الحصول على موقع رئيس الوزراء البديل مع بنيامين نتنياهو، لكن الأمر انتهى بصورة مخيبة لآماله، واليوم بعد مرور ثمانية أشهر من وجوده في الحكومة، فلا زال غانتس يمنى بإخفاقات متلاحقة.
أولى حالات الفشل التي ارتكبتها الحكومة الحالية، وغانتس أحد مفاصلها، تتمثل في علاج وباء كورونا، حيث تعودت على تغطية كل فشل بكومة من الأعذار والتفسيرات، وطمس كل شيء، ولم يعد الإسرائيليون يعرفون ما هو الصحيح وغير الصحيح، ورغم ما يسوقه غانتس من تفسيرات، لكننا بتنا أمام فشل قابل للقياس، ورغم تزايد أعداد وفيات الوباء، لكن الحكومة الحالية تحاول تجاهلهم، وإخفاءهم، ويكتفون بالقول بدعابة سوداء "ادفنوهم".
لعل الدعوة الإسرائيلية لاستقالة غانتس تأتي مقدمة للإطاحة بالحكومة، بزعم أن الدولة انزلقت في عهدها لما يوصف بـ"الحضيض القبيح"، وبلغت ذروة ذلك فيما يتعلق بالأزمة بين روسيا وأوكرانيا، حيث لا يبدو الأداء الرسمي الإسرائيلي واضحا، عقب فشل دعوتها لأوكرانيا وروسيا لعقد قمة تحت قيادة نفتالي بينيت، وقائمة الفشل تطول وتطول مع مرور الوقت، حتى أن قائمة النجاحات تكاد تخلو من أي إنجاز، باستثناء أن هذه الحكومة تتحكم في مصير الإسرائيليين، وهذا نجاح شخصي لقادتها فقط.
تتواصل قائمة الإخفاقات الإسرائيلية حتى وصلت للاتفاق النووي الإيراني، حيث لا يوجد نجاح إسرائيلي، بل فشل ذريع، حتى أن زيارة بينيت لعدد من دول الخليج ليست إنجازاً، لأنه عملياً يحافظ على إنجاز حكومة نتنياهو السابقة، والخلاصة أننا أمام المزيد من حالات الفشل الإسرائيلية، مقابل صعوبة لا تخطئها العين في تحديد المزيد من النجاحات، ما يجعلنا أمام حكومة يصفها خصومها بأنها "غير شرعية، رديئة شريرة"، توحد أعضاؤها فقط بسبب الكراهية العمياء لنتنياهو، وبسبب ذلك فإن الوضع الإسرائيلي يزداد سوءًا في السياسة والاقتصاد والتضخم.