دعا مسؤولون ومحللون سياسيون، إلى دعم الضفة الغربية بالسلاح لتسريع القضاء على الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن تقرير ما يسمى "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" الأخير، أظهر خوف الاحتلال من المقاومة التي انتصرت في معركة سيف القدس في مايو/أيار.
وشدد هؤلاء خلال ورشة عمل نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية، في غزة، أمس الأحد، بعنوان: "قراءات فلسطينية للتقرير الإستراتيجي لمعهد الأمن القومي الإسرائيلي وانعكاساته على الواقع الفلسطيني"، على ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية المختلفة، من أجل التصدي للاحتلال.
وأكد محمد حمادة المتحدث باسم حركة حماس في القدس، أن الاحتلال لن يصل إلى حلول عملية للخروج من الأزمات التي يعيشها.
وأشار حمادة، إلى أن تقرير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يؤكد أن الاحتلال لا يتصرف بديمقراطية وفق ما يزعم، بل يتصرف وفقًا لأهوائه.
وأكد أن "هبة الكرامة" في مدن وبلدات الأراضي المحتلة سنة 1948، شكلت صدمة لأوساط الاحتلال العسكرية والأمنية وزادت من الهواجس والمخاوف الإسرائيلية حول دخول جبهة جديدة في أية حرب مقبلة، قد يكون لها آثار كبيرة على الواقع العسكري والميداني في المواجهة.
قلق إسرائيلي
وشدد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، على ضرورة توفر شرطين أساسيين لتسريع زوال الاحتلال وهما؛ تسليح الضفة الغربية، وامتلاك إيران القنبلة النووية للاحتكام للقوة البرية والتقليدية.
وقال عبدو: "تسليح الضفة الغربية يجب أن يكون على رأس أولويات المقاومة الفلسطينية، لما لها من تهديد حقيقي وقوي على الاحتلال، مشيرًا إلى أن المعركة المركزية هي في الضفة".
بينما أكد الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن تقرير "الأمن القومي الإسرائيلي" يدلل أن الاحتلال في قلق على مستقبله وفي فزع على حاضره.
وقال أبو شمالة: "التقرير يدلل أن الاحتلال غير مطمئن على أوضاعه رغم تصريحات رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، أنه حقق تقدما إستراتيجيًا وتكنولوجيًا وعسكريًا، إلى جانب العديد من تصريحات قادة الاحتلال التي تؤكد خشيته من قوة المقاومة".
ودعا أبو شمالة لتعزيز العلاقة مع إيران "لأنها الجهة الوحيدة التي تقدم لشعبنا السلاح، والتي تقف خلف المقاومة"، متسائلاً: "لماذا نخجل من العلاقة معها؟".
وأوضح أن الذي يطيل أمد الاحتلال بالضفة المحتلة هو قيادة السلطة؛ متسائلاً: "لماذا لا يكون هناك موقف واضح وجريء من الذي يضع يده بيد المخابرات الصهيونية؟ إلى متى المجاملة السياسية بهذه القضايا المصيرية؟".
بدوره أكد رئيس المركز الفلسطيني للحوار الديمقراطي والتنمية السياسية وجيه أبو ظريفة أن الاحتلال أراد من تقرير معهد الأمن القومي تحديد المخاطر المحدقة بـ(بإسرائيل)، والقول لصانع القرار الصهيوني إننا تحت خطر وجودي.
وتابع حديثه "كلما توسعت مساحة الاشتباك مع (إسرائيل)، كان هناك ضغط عليها؛ لذا يجب أن تكون مهمتنا الأولى هي البقاء على هذه الأرض".
من جهته قال مسؤول ملف اللاجئين بحركة حماس محمد المدهون، إن الاحتلال يعتبر كل الجبهات الفلسطينية مهدد واحد بخلاف عمّا كان يعتقده سابقًا أن لكل جبهة تعامل خاص ومهدد على حدا، وذلك برز بعد معركة "سيف القدس".
وأوضح المدهون أن "غياب الذراع الأمريكية بالمنطقة" يشعر الاحتلال بالهزيمة النفسية، وهو ما وضح جليًّا بتقرير معهد الأمن القومي الإسرائيلي، مؤكدًا أن انسحاب أمريكا المذل من افغانستان والعراق يؤدي ذلك لشعور نفسي متزايد وكأنهم تركوا وحيدين".
من ناحيته قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن الاحتلال في تقريره الأخير للأمن القومي يؤكد أنه مهزوم من الداخل.
وأكد الصواف أهمية تعزيز المقاومة داخل الضفة المحتلة لأنها الساحة الأكثر تفاعلاً وتشكل خطرًا على الاحتلال ومستوطنيه.
وشدد على أن المهدد الأساسي للاحتلال هو المقاومة بكل أذرعها سواء بالقدس أو الضفة وأراضي الـ48 وغزة.
من جهته، قال رئيس مركز آدم لحوار الحضارات عماد الفالوجي: "بعد معركة "سيف القدس" بات الاحتلال يخشى أن تنتقل تجربة المقاومة في القطاع إلى الضفة الغربية، مدللاً على ذلك انتقال فعاليات الارباك الليلي من غزة إلى جبل صبيح في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وأكد الفالوجي أن ما يحدث بالضفة الغربية خطر حقيقي يواجه (إسرائيل).
بينما قال المتابع للشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد إن ما حدث باللد والرملة والناصرة خلال معركة "سيف القدس" شكل صدمة واحباط كبير للاحتلال الإسرائيلي.
كما أشار إلى أن منطقة النقب المحتل كان لها صدام بشكل مباشر مع المستوطنين، وأصبحت تشكل خطورة كبيرة على الاحتلال.