مع تواتر الأنباء عن قرب إبرام اتفاق نووي إيراني، يزداد الحديث الإسرائيلي عما بات يعرف بـ"المسألة الإيرانية"، على غرار "المسألة اليهودية" و"المسألة الشرقية"، ولا سيما أنها باتت لصيقة بأي نقاش يجري في المحافل السياسية والأمنية والإستراتيجية.
يكتسب الحديث الإسرائيلي عن الملف الإيراني في "تلقف" دوائر صنع القرار الإسرائيلي لتطوراته المتلاحقة، وعقد ورش العمل والأيام الدراسية والندوات السياسية لمناقشة حيثياته، بمشاركة حافلة من الجنرالات ورجال الاستخبارات، والمحافل السياسية، وفي وقت تصل النقاشات الإسرائيلية حول فرضية الهجوم على إيران "ذروتها"، بعد تصريحات عدد من قادة المؤسستين الأمنية والعسكرية بشأن تنفيذ هذا الهجوم، رغم ما يتردد في بعض الأروقة باعتبارها "أغبى فكرة مرت عليهم في حياتهم".
يناقش الإسرائيليون ما يسمونها "حرب الظلال" مع إيران التي بدأت مع نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006، بما فيها طرق العمل السرية التي اتبعها "الموساد" طوال السنوات الماضية، والوسائل المستخدمة، وهجمات سلاح الجو الإسرائيلي على الأهداف الإيرانية داخل إيران وخارجها، وما تخللها من عمليات اغتيال لعدد من علماء الذرة، والحرب التي يخوضها سلاح البحرية الإسرائيلي في عرض البحار.
في ذروة هذه النقاشات الإسرائيلية تتطرق المحافل الأمنية والعسكرية إلى استخدام الخيار العسكري ضد إيران، وما يتطلبه من المزيد من التروي والتأني، لأنه قد لا يكون أمراً حكيماً اللجوء إليه، ويلمحون أن من سيحل هذه "المعضلة" هو الرئيس الأمريكي، الذي بإمكانه أن يعلن أن آثار هذا الهجوم المتوقع ستؤثر سلبيًّا في المصالح الأمريكية في الخليج، ويقول بشكل قاطع وواضح بأنه ليس مقبولاً، فلن تكون عملية كهذه، وتتخوف الدوائر الإسرائيلية من عدم توفر هذه الرسالة الأمريكية اليوم، أو في المستقبل!
في الوقت ذاته، تعتقد الأروقة الإسرائيلية أن المنطقة تشهد تطورات متسارعة خلال السنوات الأخيرة، تشير معظمها إلى أن تحركاً عسكرياً إسرائيلياً ما، قد تشهده الأجواء والسواحل والأراضي المجاورة، وغالباً ما ستكون وجهته إيران.
مع العلم أنه منذ التركيز الإسرائيلي منذ إعلان فوز اليمين في الانتخابات البرلمانية، بقي منصباً -وما زال- على الملف النووي الإيراني، وفي ظل تنامي المؤشرات الميدانية الأخيرة، والتحركات السياسية، واللقاءات المكوكية، السرية منها والعلنية، فقد بات من الواضح أنَّ توجهاً إسرائيلياً ما يعد لإيران، وأن المنطقة حبلى بتطورات قد تبدو "دراماتيكية"، لا يعلم أحد عقباها، رغم صعوبة مثل هذا الخيار، وتكلفته الباهظة على الاحتلال وحلفائه.