برزت مخاوف بشأن سعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء ألواح للطاقة الشمسية لتلبية احتياجات المستوطنات من التيار الكهربائي على حساب حقوق أصحاب الأراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وسلط تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية الأسبوع الفائت، الضوء على نوايا حكومة المستوطنين المتطرفة لتكثيف المشروع الاستيطاني في منطقة الأغوار بالضفة الغربية المحتلة، عبر إنشاء ألواح طاقة شمسية يمكن أن تزيد كثيرًا إمدادات الكهرباء إلى المستوطنات.
وكشفت الصحيفة العبرية أنه في حين يواجه إنشاء منشآت الطاقة الشمسية داخل أراضي الـ48 عقبات بيروقراطية، فإن ما تسمى "الإدارة المدنية" للاحتلال تعمل بشكل حثيث على تطوير 22 خطة لإنشاء محطات لإنتاج الطاقة الشمسية في المناطق (ج) بالضفة الغربية.
ضغوط هائلة
وتطرق الناشط المتخصص في شؤون الاستيطان في مدينة أريحا، أيمن غريب، للأهداف الأساسية لمشروع الطاقة الشمسية، مبينا أنه يهدف إلى مواصلة بسط السيطرة على الأراضي الفلسطينية واستغلالها في مشاريع اقتصادية، وتحويلها في نهاية المطاف إلى مركز اقتصادي يدعم مصالح سلطات الاحتلال.
وأضاف غريب لصحيفة "فلسطين"، أن نشر الخلايا الشمسية يمثل نهجًا جديدًا للسيطرة على الأراضي، ولا سيما في مناطق مثل الأغوار، مضيفًا أن هذه المشاريع ستشكل ضغوطًا هائلةً على السكان المحليين، ما قد يؤدي إلى تهجير سلطات الاحتلال القسري لهم.
اقرأ أيضاً: تقرير التهويد الزراعي يُفقد الأغوار الفلسطينية غطاءها الأخضر
وأشار غريب إلى أنه من المقرر أن يتم إنشاء مشروع الطاقة الشمسية، على أرض زراعية قريبة من مستوطنة "نعمة" و12 مستوطنة أخرى مجاورة. ومن المتوقع أن يغطي هذا المشروع الموسع مساحة تقدر بـ 3250 دونمًا، وأن يمتلك قدرة إنتاجية تصل إلى 320 ميجاوات.
ويؤكد أن ما يجري في هذه المنطقة يتماشى مع الأهداف التي حددتها خطة "ألون" الاستيطانية، التي قدمها في الأصل الوزير الإسرائيلي السابق إيجال ألون في يوليو/ تموز 1967.
وحسب غريب، فإن هدف هذه الخطة النهائي هو ضم القدس وصولًا إلى الأغوار، وفصل فلسطين عن محيطها العربي، والقضاء على حلم إقامة دولة فلسطينية مترابطة جغرافيًا.
وحذر الناشط الميداني في أريحا، علاء فهيدات، من المخاطر الجسيمة المرتبطة بمشاريع الطاقة الشمسية هذه، منبهًا إلى أن الهدف منها تهجير السكان من المجتمعات البدوية، ولا سيما في الأغوار.
وأكد فهيدات لصحيفة "فلسطين" سعي سلطات الاحتلال إلى ترسيخ نفسها قوة الأمر الواقع في المنطقة، وبسط سيطرتها على الفلسطينيين وأراضيهم.
المستفيد الحقيقي
وأشار إلى أن المستفيد الحقيقي من هذه المشاريع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، في حين يُحرم السكان الفلسطينيون في هذه المناطق بشكل منهجي من الوصول إلى فوائدهم، ويعانون بدلا من ذلك قيودًا مستمرة تهدف إلى تهجيرهم من أراضي أجدادهم.
ونبه إلى محاولات سلطات الاحتلال الأخيرة لإغراء الفلسطينيين للعمل في مزارع الألواح الشمسية القريبة من مستوطنة "نعمة"، مقابل أجور مرتفعة. ومع ذلك رفض العديد من الفلسطينيين هذه العروض بسبب القلق من التهديدات التي يتعرض لها وجودهم على أراضيهم.
كما لفت الناشط إلى الخطر الكبير الذي يشكله مشروع الخلايا الشمسية على المزارعين المحليين وأراضيهم، خاصة في قريتي "الديوك التحتا" و"العوجا" في مدينة أريحا. وأعرب عن قلقه العميق من استمرار هذه المشاريع في التوسع، ما يزيد من تفاقم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ودعا فهيدات السلطة في رام الله إلى التحرك الفوري والعاجل والتوجه إلى المحافل الدولية للكشف عن سياسات سلطات الاحتلال بالمنطقة، الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وإحلال المستوطنين ومشاريعهم العنصرية عليها.