لا تكاد عائلة المواطن بلال اشتية من بلدة تل جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، تستقر قليلًا حتى تباغتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أو أجهزة السلطة باقتحام منزلها واعتقال أفرادها.
وتكابد العائلة المشقة في متابعة أخبار نجلها الأكبر "معاذ" وزيارته في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لتتفاجأ باقتحام أجهزة السلطة الأسبوع الماضي منزلها لاعتقال النجل الآخر "مالك"؛ ليصبح بعد ذلك مطلوبًا لها بعد أن فشلت في اعتقاله.
وقال اشتية: إنّ العائلة تعيش حالة من القهر إزاء الملاحقة المزدوجة لها من الاحتلال والسلطة معًا.
وأوضح أنّ ظروف اقتحام عناصر السلطة للمنزل وقيامهم بأعمال التفتيش والدمار تنم "عن حقد لا يوصف، وخروج عن المألوف الوطني وتدمير للنسيج الاجتماعي".
اقرأ أيضًا: بالصور نابلس.. الطالبة أمنة بلال اشتية تتنسم الحرية بعد 6 أشهر من الاعتقال
وعبّر عن فخره بأفراد عائلته التي تعرضت للاعتقال في سجون الاحتلال بتهمة المقاومة، مستدركًا: "لكنّ القهر أن تُستهدف من أبناء جلدتك وبلدك ووطنك".
وتساءل اشتية: "ما التهمة والجريمة التي ارتكبها (مالك) حتى يّلاحق ويُهدّد بالاعتقال، هل هكذا تُكافأ عائلات الأسرى؟".
كما تساءل عن دور الشخصيات الوطنية والمؤسسات الحقوقية من مهزلة الاعتقال السياسي.
وأضاف: كان الأولى بالسلطة أن تنشر عناصرها في المدن والبلدات والمخيمات لتشكيل الحماية للمواطنين من الاحتلال والمستوطنين.
وشدد اشتية على ضرورة وضع حدٍّ للاعتقال السياسي الذي يستهدف العلاقات الاجتماعية والنسيج الوطني.
حب الوطن
ورأى "مالك" المطارد لأجهزة السلطة أنّ ملاحقته تأتي في سياق الدور الذي تضطلع به السلطة للقضاء على المقاومة ووأد الحالة الثورية في الضفة الغربية.
وقال: يبدو أن الحالة الوطنية في ميادين المقاومة بمدن ومخيمات الضفة أزعجت السلطة وأجهزتها وهو ما دفعها لتصعيد حملتها الأمنية واعتقالاتها السياسية ضد المقاومين والنشطاء.
وحثّ "مالك" العقلاء في حركة "فتح" والأجهزة الأمنية في الضفة على وقف الاعتقالات السياسية والتوحد في الميدان بجانب الفصائل أمام جرائم الاحتلال التي تتصاعد يوميًّا.
وختم "مالك" بأنّ "حب الوطن والانتماء يستحق التضحية، ولن نمل من العطاء من أجل الوطن مهما بلغت التضحيات".
يُذكر أنّ الاحتلال اعتقل في فترات سابقة أفراد عائلة اشتية وهم الأب والأولاد (معاذ، مالك، مجد) والابنة آمنة.