فلسطين أون لاين

تقرير بعد توزيع 450 إخطار هدم.. النقب يتجهز لمواجهة متجددة مع المحتل

...
صورة أرشيفية
النقب المحتل-غزة/ جمال غيث:

تتجهز سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدعم من حكومة المستوطنين الفاشية للاستيلاء على ما تبقى من أراضي النقب الفلسطيني المحتل، لمصلحة البناء والتوسع الاستيطاني على حساب السكان الأصليين.

لكن الأهالي يؤكدون عزمهم التصدي لمخططات الاحتلال، وخوض هبة جماهيرية جديدة أسوة بتلك المندلعة في يناير من العام الماضي، في إثر هجمة استيطانية تخللتها عمليات تجريف وتحريش تعرضت لها بعض مدن النقب.

ووزعت سلطات الاحتلال الخميس الماضي، في منطقة النقب، 450 إخطارًا تمهيدًا لإصدار أوامر إخلاء وهدم لكل المباني، بادعاء أنها "تشكل غزوًا جديدًا منذ ثلاث سنوات" وبزعم "البناء غير القانوني".

هجمة جديدة

وأكد عضو لجنة التوجيه العليا في النقب قدري أبو واصل، أن سلطات الاحتلال تشن هجمة جديدة لتهجير سكان النقب.

وقال أبو واصل لصحيفة "فلسطين": إن سلطات الاحتلال رصدت ميزانيات لتنفيذ مخططاتها لتهجير السكان من أرضهم، لمصلحة البناء والتوسع الاستيطاني.

وأضاف أنها تستخدم طرقًا وأساليب ممنهجة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم مثل مزاعم البناء "غير المرخص"، أو الاحتياجات الأمنية، أو وجود المنازل في مناطق عسكرية، إضافة إلى استخدام الهدم سياسة عقاب جماعي في حال تنفيذ عمليات تؤدي لمقتل إسرائيليين.

وبين أن سلطات الاحتلال تحاول افتعال بعض أعمال الشغب والعنف في مدن الداخل المحتل من أجل العودة إلى سياسة التحريش والتجريف، لافتًا إلى أن ذلك سيكون مقدمة للتغول على "المدن المختلطة" والساحلية.

وأرجع أسباب تغول الاحتلال وعودته لسياسة التهجير بشكل سريع لتولي وزير ما يسمى "الأمن القومي" الفاشي إيتمار بن غفير، المسؤولية عن عمليات الترحيل بالنقب.

ودعا أبو واصل كل الفلسطينيين، وخاصة في الداخل المحتل، للتوحد والانتفاض في وجه مخططات الاحتلال، وشدد على ضرورة نقل ملف هدم المنازل إلى المحاكم الدولية لمحاسبة سلطات الاحتلال على الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين ومنعها من تنفيذ مخططاتها العنصرية المخالفة لكل القوانين الدولية.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يستعد لتنفيذ مخططات اقتلاع العرب من النقب

ويعيش في النقب اليوم نحو 300 ألف نسمة، على الرغم من أن مساحته تبلغ 12 ألف كيلومتر. وتحاول سلطات الاحتلال التنغيص على الأهالي وعدم الاعتراف بملكيتهم أراضيهم بالنقب، لدفعهم إلى الإحباط واليأس من أجل اقتلاعهم منها.

تهجير ممنهج

وأكد عضو اللجنة المحلية للدفاع عن قرية العراقيب، عزيز الطوري، أن سلطات الاحتلال تعمل بشكل ممنهج لتهجير بدو النقب من خلال تضييق الخناق عليهم كمنعهم من التزود بالمياه والكهرباء، وملاحقتهم باستمرار ومنعهم من البناء والتوسع في أراضيهم.

وقال الطوري لصحيفة "فلسطين"، إن سلطات الاحتلال تمارس سياسة عنصرية بحق فلسطينيي الداخل المحتل لدفعهم للرحيل عن أرضهم، مؤكدًا أن الأهالي يخشون في أي لحظة أن تنقض عليهم قوات الاحتلال لتجرف منازلهم وتطردهم منها.

ولم يستبعد أن تعاود سلطات الاحتلال والصندوق القومي اليهودي (كاكال) أعمال التجريف وغرس الأشجار في النقب المحتل، والإقدام على هدم العراقيب مجددا، التي هدمتها في 16 من الشهر الجاري، للمرة 213.

وأكد الطوري أن الأهالي متمسكون بأرضهم على الرغم مما يتعرضون على أيدي الاحتلال، وسيُفشلون مخططاته العنصرية الرامية لتهجيرهم من المنطقة.

وتعيش في قرية العراقيب، بحسب الطوري، 22 عائلة مكونة من 80 شخصًا بعد أن اضطر بعض سكانها لمغادرتها بسبب عمليات الهدم والاعتداءات المستمرة التي يتعرضون لها على أيدي قوات الاحتلال.