ما أجمل خلق الوفاء. والأجمل أن يكون الوفاء للصحفي الفلسطيني. أما إذا قلت لماذا؟ أقول لك لأن فكرة الناس عن الصحافة والإعلام فكرة سلبية باعتبارهم يبيعون الكلام. في تاريخ ٣١ ديسمبر ٢٠٠٩م قررت الحكومة العاشرة في عهد إسماعيل هنية العمل على تغيير هذه الصورة النمطية فسنّت تشريعًا يعتبر التاريخ المذكور آنفا عيدًا للصحفي الفلسطيني، باسم يوم الوفاء للصحفي.
المكتب الحكومي للإعلام، الذي يوازي وزارة الإعلام واصل طريق الاهتمام بهذا العيد سنويا، وقبل يومين احتفل بهذا اليوم في القاعة الملكية في مبنى الشاليهات، وقد حضر الاحتفال جل الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين، تحت رعاية رئيس اللجنة الحكومية، على نحو يؤكد التزام الحكومة بهذه الفئة المهمة من أبناء السلطة الرابعة.
في الاحتفال كرم المكتب الإعلامي والحكومة الصحفيين الذين فازوا بجوائز عربية ودولية لعام ٢٠٢١م، وكرم أيضا شركاء المكتب الإعلامي الحكومي، وإذا كان التكريم مهما، وفيه دلالات رمزية مهمة، فإن كلمات المتحدثين على المنصة استطاعت أن تخترق قلوب الحاضرين، الذين ردوا عليها بالتحية وبالشكر.
ومن القرارات المهمة التي أعلن عنها في الاحتفال كان هو تخصيص قطعة أرض حكومية لإنشاء نادي اجتماعي للصحفيين، مع تبرع مالي كريم، وقد كان النادي أحد مطالب الصحفيين، وأحسب أن النادي سيعزز العلاقة الاجتماعية والنقاش بين الصحفيين.
الصحافة كما يقال عنها أنها مهنة المتاعب، وهي فعلا كذلك، لا سيما في بلادنا فلسطين حيث العدوان الإسرائيلي المتكرر الذي يستهدف الصحفيين والمصورين بشكل متعمد، وحيث يعاني الصحفي أحيانا في الضفة من نقص الحريات وعدوان أجهزة الأمن كما حصل مع المحتجين على قتل الأجهزة الأمنية لنزار بنات.
إن من يخدم الوطن يستحق التكريم والاحترام، والصحفي صاحب الكلمة المسؤولة، والمصور صاحب الصورة الناطقة يستحق التكريم. وعليه يمكن القول في احتفال الوفاء المذكور: إن الوطن يكرم أبناءه، ويعلي دورهم الوطني، وهكذا تتغير الصورة النمطية السلبية، ويرسم المكتب الإعلامي الصورة البديلة الجيدة والمحترمة للصحفي والإعلامي بشكل عام. وكل عام وصحفيينا وجميع الإعلاميين بخير.