"أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له تنفيذ نحو (ألف هجوم) على أهداف في الشرق الأوسط في عام ٢٠٢١م الجاري بما يشمل الهجمات التي شنها خلال الحرب الأخيرة على غزة، والضربات في سوريا، ولا يشمل هذا الرقم العمليات الخاصة والهجمات السرية التي نفذها في هذه الفترة!".
هذا جزء صغير من البيان الذي نشره جيش الاحتلال أمس الثلاثاء، في عملية حصاده لما قام به في عام ٢٠٢١م، والبيان طويل وبه تفاصيل كثيرة، ومساحة المقال في الصحيفة محدودة، لذا أهيب بالقارئ إلى أن يرجع إلى المواقع التي نشرت البيان ويقرأه بالكامل قراءة المتدبر، ثم يسأل نفسه الأسئلة اللازمة، ويستخلص العبر المفيدة.
ومن هذه الأسئلة: لماذا نشر الجيش هذا المقال بتفاصيله وعدد الهجمات، والجهات التي عمل ضدها في بيان علني، مع أن الموروث عندنا تاريخيا أن دولة الاحتلال لا تنشر هذه التفاصيل؟! لماذا تمّ النشر؟ هل هو جزء من التهديدات التي تطلقها القيادات الإسرائيلية ضد المقاومة؟! أم هي جزء من التهديدات الموجهة لإيران وأذرعها في المنطقة؟! أم هي جزء من استراتيجية أشمل وأوسع؟!
التقرير في معايير القانون الدولي يدين دولة الاحتلال، ويجعلها دولة عدوان واعتداء على الآخرين، فهل قصدت (إسرائيل) إدانة نفسها دوليا وقانونيا؟! ولكن هذا القصد مجافٍ للمنطق، لذا يجدر بكل قراءة واعية أن تبحث عن الدوافع والغايات الحقيقية التي حملت الجيش للإعلان عن هذا البيان الخطير.
إن العالم الغربي وأميركا يدينون أعمال المقاومة الفلسطينية رغم أنها لا تصل لعشر ما أعلنه جيش الاحتلال من هجمات، وهي مقاومة مشروعة بالقانون الدولي، فلماذا لا يدين العالم الغربي عدوان (إسرائيل) وهجماتها، وهو يقرأ اعترافات الجيش بهذه الهجمات واسعة النطاق؟! قد يقول بعضنا إن العالم الغربي عالم منافق وهذا جيد. وقد يقول آخر: ليس باستطاعته مواجهة (إسرائيل) والأذرع اليهودية في العالم؟! وربما يقول ثالث إن الغرب يتفق مع (إسرائيل) في هذه الاستراتيجية الاستعمارية التي تعتمد مبدأ القوة. أنت قوي فأنت موجود. وربما كان هذا القول من أصوب الأقوال المحتملة، مع أن الاستراتيجيات تكون عادة ذات أهداف متعددة.
مرة أخرى أخي القارئ: اقرأ البيان، وتدبر، وابحث عن العبر، حتى ترى المستقبل جيدًا.