كشف عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، راعي الكنيسة اللاتينية السابق في غزة، الأب مانويل مسلم، عن وجود كنائس مسيحية مشبوهة في الضفة والقدس المحتلتين، تقوم على خدمة مشروع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مسلم لصحيفة "فلسطين"، إن "أعدادًا هائلة من هذه الكنائس باتت متغلغلة في الأراضي الفلسطينية، دون حسيب أو رقيب، ولا يعرف تفاصيل معتقدها أو ثقافتها وهويتها والهدف الذي نشأت من أجله".
وكشفت صحيفة "كلكليست" الاقتصادية العبرية، في عددها الصادر، أول من أمس، النقاب عن صفقة سماسرة أراض تابعة للكنيسة الأرثوذكسية بالقدس المحتلة، وبموجب هذه الصفقة تم نقل 500 دونم من أراضٍ وقفية تابعة للكنيسة إلى بلدية الاحتلال على أن تخصص الأراضي لمستثمرين ورجال أعمال يهود.
وأشار مسلم إلى أن معظم هذه الكنائس تنتمي للشيعة "البروتستانتية والصهيونية"، والتي استطاعت باسم الكنيسة المسيحية الدخول للبلاد والاستقرار وشراء وتملك الأراضي مستغلين حالة "التسهيل الممنوحة لهم"، مضيفا "الشيعة البروتستانتية في أكثرها متصهينة أكثر من الصهاينة".
ولفت مسلم إلى أن مسيحيي هذه الكنائس "غرباء أجانب أتوا لتفتيت مسيحيي البلاد الفلسطينيين، واستطاعوا تملك قدر كبير من الأراضي الفلسطينية في ظل الدعم المالي الخارجي الكبير الممنوح لهم .. وسرعان ما يُكتشف بعد سنوات قصيرة بيعهم ما شروا من أراض لليهود".
وأكد وجود إثباتات عملية على بيع هذه الكنائس في وقت سابق لأراض تملكها في كل من القدس وبيت لحم والخليل، لافتا إلى أن ما كشف عنه مؤخرًا الاعلام العبري من بيع الكنيسة الأرثوذكسية لـ500 دونم في القدس "إن صح فهو غيظ من فيض".
وذكر مسلم وجود المئات من الدونمات التي بيعت بشكل متفرق كدنم واحد أو اثنين أو ثلاثة وأكثر والتي لم تسلط عليها كاميرات الاعلام، مؤكدا أن أكثر ما ساعد هؤلاء على حرية البيع والشراء عدم وجود رقابة صارمة من قبل السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية عليهم.
وشدد مسلم على أن بيع أي ذرة تراب من أراضي الكنيسة المسيحية للاحتلال الإسرائيلي "خيانة كبرى" للشعب الفلسطيني بشكل عام ولمسيحيي فلسطين جميعهم بشكل خاص، متابعًا "أي ذرة تراب من فلسطين تساوي كل العالم".
واستنكر مسلم اقدام أي كنيسة على بيع أي شبر من أرضها للاحتلال والذي هو عدو للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن بيع أراضي الكنيسة هو تلاعب باستقرار وسمعة مسيحيي فلسطين على أرضهم، وتجريح في وطنيتهم المنتمية للوطن روحًا وجسدًا وفكرًا.
ودعا راعي الكنيسة اللاتينية السابق في غزة، لإيجاد تضمين أملاك الكنس المسيحية في فلسطين لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، لضمان وجود هيئة رقابية على الكنس الموجودة والعناصر الدخيلة الأجنبية ومنع أي إمكانية لبيع وشراء أراض مشبوهة يخدم.
وتابع "بلادنا مليئة بالمسيحيين الأجانب ذوي الثقافة الغربية والانتماء للمسيحية الصهيونية الأصولية، والذين يسيطرون على أملاك وأراض وأديرة وبناءات ومستشفيات .. نحن الفلسطينيين العرب المسيحيين أهل البلاد لا نعرف عنهم شيئا، وهو ما يستوجب وضعهم في وعاء ناظم و تحت سيطرة النظام الفلسطيني".
وأكد مسلم على عدم أحقية أي كنيسة ببيع أرض وإن كانت تملكها قانونيًا لأي جهة يهودية أو صهيونية، وأن الأوجب على الجهات السياسية استثمار هذه الأراضي التابعة للكنيسة في حال الاستغناء عنها لصالح الفلسطينيين بإقامة المستشفيات أو المشاريع الإسكانية أو المصانع وغيرها من المشاريع المفيدة.