يعيش الفلسطينيون اليوم في أجواء من الغضب الشديد في إثر اعتداء مصلحة السجون الصهيونية الغاشم على الأسيرات الفلسطينيات، بسبب مطالبتهن بحقوقهن المشروعة، هذه الأجواء المشحونة تشبه إلى حد بعيد الأيام التي عشناها قبل معركة سيف القدس، وبدأت بتدنيس الصهاينة المسجد الأقصى وصولًا إلى محاولات طرد الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح.
وفي إثر هذا الحدث بحق الأسيرات خرجت فصائل المقاومة ببيانات تحدثت فيها بلسان كل فلسطيني بأن الأسيرات خط أحمر، ولا يمكن تمرير هذه الجريمة دون عقاب، وليس أدل على ذلك ما قام به الأسير يوسف المبحوح من الثأر لأسيراتنا بطعن أحد السجانين.
ومنذ أن وطئت أقدام الاحتلال الصهيوني أرض فلسطين، وفي محاولة منه للسيطرة على شعبنا وإخضاعه بمختلف السبل غير المشروعة؛ افتتح السجون والمعتقلات التي لا تتوافق مع أبسط قواعد حقوق الإنسان، منها السري ومنها المعلن، ليزج بمئات الآلاف من رجال ونساء وشباب وأطفال فلسطين في ظروف اعتقالية أقل ما يقال عنها إنها عنصرية تسعى إلى طمس شخصية المعتقل، وإخضاعه لمختلف ألوان العذاب منذ أن يقع بين أيدي جنود الاحتلال وضباط مخابراته، مثل التعذيب الجسدي الذي لا يخرج منه المعتقل إلا بمرض مزمن، أو عاهة دائمة، فضلًا عن العزل الانفرادي، وصنوف العذاب النفسي التي تترك آثارها السيئة على المعتقل ما بقي له من الحياة.
إن قضية الأسرى في سجون الاحتلال هي بحق من أخطر قضايا الصراع بيننا وبين المحتل، ويجب على كل حركة أو تنظيم مقاومين السعي بكل السبل لإيجاد حل ينهي معاناة خمسة آلاف أسير، منهم النساء والأطفال والمرضى والمسنون، يختطفهم المحتل في محاولات رخيصة لابتزازهم وإخضاعهم لإرادته.
إن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني لا يمكن تناولها كردات فعل على بعض الانتهاكات التي تصل إلى وسائل الإعلام، أو هبات موسمية كيوم الأسير الفلسطيني، إنما تتطلب من جميع الفعاليات والفصائل وأبناء شعبنا في الداخل والخارج تشكيل هيئات ولجان ومنظمات تسعى إلى تفعيل قضية الأسرى، وجعلها القضية الحاضرة أمام جميع المنظمات والمؤسسات العالمية، وحملها مع أي مسئول فلسطيني يغادر أو يستقبل أيًّا من الوفود أو المسئولين أو الشخصيات العربية أو الأجنبية، في محاولة لجعلها قضية رأي عام عالمي نستطيع بها أن نخفف العذاب عن أسرانا داخل سجونهم، ونسعى بكل السبل لتبييض السجون حتى آخر أسير يعاني.