ثمة عجز فلسطيني وعربي في مواجهة الاستيطان الصهيوني الذي يتغلغل في القدس، والضفة والجولان السوري. ثمة رفض فلسطيني، وعربي، وشجب واستنكار، ولكن كل ذلك لا يتجاوز الصوت الإعلامي. الحالة هذه تشبه الحالة القديمة التي قال فيها القائل عمن سرق إبله: أوسعته شتما ولكنه فاز بالإبل! نحن والعرب معنا أوسعنا الإسرائيليين شتما وشجبا واستنكارا ولكنهم فازوا بالأرض وبالمستوطنات.
وثمة عجز آخر في قضية مواجهة ضم الأراضي الفلسطينية والعربية (لإسرائيل). (إسرائيل) ضمت القدس المحتلة عام ١٩٦٧م إليها بقرار معتمد من الكنيست، وأصبحت بالغتهم القدس الموحدة، والتي لا توضع على طاولة المفاوضات! والجولان السوري تم ضمه (لإسرائيل) بقرار من الكنيست، ولنقف قليلا عند ما قاله بينيت في لقاء الحكومة التي انعقدت في الجولان مؤخرا قبل أيام قليلة: "الجولان منا، ونحن من الجولان! هضبة الجولان ليست مجرد كنز استراتيجي له أهمية سياسية وأمنية، إنها جزء مهم من وطننا أيضا!". واعتبر أن الجولان لم يعد محل نزاع، وأنه يوجد إجماع إسرائيلي من اليمين واليسار على أنها إسرائيلية، "وسنعمل على تحويلها إلى منطقة نابضة بالحياة ومزدهرة، وسيتم دعوة الشباب اليهود لتأسيس حياتهم فيها!".
هذا وقدم بينيت خطته لإسكان (٢٤) ألفا من المستوطنين في الجولان حتى ٢٠٣٠م، وبناء مستوطنة (أسيف ومتار) في الجولان!
هذا كله يجري في العلن وبلا مواربة، وتنشر الصحف العبرية تفاصيل ما يجري الآن ومستقبلا. كل هذا يجري تحت سمع وبصر السلطة الفلسطينية، والدولة السورية، والدول العربية، والجامعة العربية، ودول العالم، والأمم المتحدة، دون اكتراث بأصوات الشجب والاستنكار.
إن العجز الفلسطيني، والعربي بلغ أعمق مراحله، حتى لم تعد حكومة الاحتلال تحسب حسابا لأحد.
الأمر مرّ مرارة العلقم أو زيادة، والمواطن الحرّ يسأل عن الحلّ، ولا أحد يجيبه بشكل شافٍ. ضم القدس والجولان تمّ وانتهى. الاستيطان يتغلغل في الضفة والجولان علنا، ومع الاستيطان يتمّ التهويد، وفي كل شهر في هذا المجال كارثة جديدة على المستوى الوطني، فما الحل؟ من يملك حلا كاملا أو ناقصا فليشاركنا في إثراء البحث.