يزداد سعار المستوطنين واعتداءاتهم يومًا بعد يوم على المواطنين في الضفة الغربية، لم تسلم من ذلك قرى جنين والخليل ونابلس وبيت لحم وحتى الأغوار، وقد تمتد جرائمهم لتشمل كل مناطق الضفة الغربية في ظل تخاذل واضح من قبل كل من لهم علاقة بدولة الاحتلال.
النائب السابق عبد المالك دهامشة دافع بشدة عن الموقف الخياني للقائمة العربية الموحدة ورئيسها منصور عباس حين اعترف بيهودية الدولة، وتفاخر بأن منصور عباس قادر على إسقاط حكومة بينيت، ومع ذلك لا يأبه عبد المالك دهامشة ولا منصور عباس ولا حتى بقية القوائم العربية في الكنيست بما يحصل في الضفة الغربية وفي القدس، ضد المواطنين والمقدسات من جرائم من قبل المستوطنين وبدعم من جيش الاحتلال، ونحن نحمل القوائم العربية في الكنيست وتحديدا القائمة العربية الموحدة جزءا من المسؤولية عن جرائم المستوطنين في الضفة الغربية.
الدول العربية التي لها علاقات سلام وعلاقات تطبيعية مع الاحتلال والتي ادعت أن أساس تلك العلاقة هو حماية الفلسطينيين ونصرة قضيتهم، أين هم مما يحدث في الضفة الغربية؟ لماذا لا تستغل "الصداقة" والعلاقة المرفوضة للتوسط لدى صديقتهم (إسرائيل) من أجل أمر بسيط وهو ردع المستوطنين؟
السلطة الوطنية الفلسطينية لم تقُم بواجبها في كبح سعار المستوطنين، لا يمكن أن تحل المسألة بإرسال شكاوى إلى الجهات المعنية في المجتمع الدولي، بل لا بد من اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة لحماية الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو حتى في غزة، إن التهديد والوعيد المستمر باتخاذ قرارات حاسمة بعد أشهر أو بعد عام لا يقدم ولا يؤخر، وما هو إلا مضيعة للوقت، وعلى السلطة أن تغير من سياستها لحماية الشعب الذي تحكمه وتفرض عليه قوانينها وسياساتها.
أنا أعلم أن كل ما قلته آنفًا سيذهب أدراج الرياح لأنني أطالب بالمستحيل، ولكن تلك الأطراف التي أطالبها بمساعدة الفلسطينيين هي التي ستهب من أجل نجدة الإسرائيليين عندما تشتغل الضفة وتنطلق صواريخ المقاومة من غزة إن تصاعدت جرائم المستوطنين وبلغت حدًّا لا يطاق، ولذلك فإن ندائي لهؤلاء هو من أجل حماية صديقتهم (إسرائيل) قبل فوات الأوان.