(إسرائيل) دولة نووية، وإيران دولة تقف عند العتبة النووية؟! (إسرائيل) بحسب مقال فيليب فايس نشره موقع "موندوير" تمتلك (٩٠) قنبلة نووية، ولديها بلتونيوم يصلح لصناعة مائة قنبلة أخرى. إيران لا تمتلك حتى يومنا هذا أي قنبلة نووية، ولا تمتلك بلتونيوم كافيًا لصناعة قنبلة واحدة، ومع ذلك تثير (إسرائيل) ضجة كبيرة على مستوى العالم حول الخطر النووي الإيراني؟! بل هي تصرح أنها ستتصرف بمفردها لمهاجمة مصانع الإنتاج في إيران.
أمريكا تعرف الحقيقة، ودول أوروبا تعرف الحقيقة. أعني الحقيقة التي تقول إن (إسرائيل) تمتلك سلاحًا نوويًّا، وإيران لم تصل لصناعة السلاح النووي. العالم يعرف هذا، ويعرف أن (إسرائيل) تحرض أمريكا والغرب على العمل معًا لمهاجمة إيران وتدمير مصانع إنتاج المستلزمات النووية. الغرب يستمع للضجة التي تصنعها (إسرائيل) وربما شاركت بعض دوله فيها، على الرغم من قناعته المخالفة للمعلومات الإسرائيلية.
هذه الضجة التي تحاول ابتزاز إيران وتحرض أمريكا على عدم الرجوع للاتفاق النووي مع إيران، هي ضجة هادفة، ومن أهدافها التغطية على السلاح النووي الإسرائيلي، والزعم بأن (إسرائيل) تواجه خطرًا وجوديًّا قادمًا من إيران. يقول فايس إن قادة أمريكا وأجهزتها الاستخبارية تعلم أن (إسرائيل) دولة نووية، وتملك (٩٠) رأسًا نوويًّا على الأقل، ولكنهم لا يريدون أن يعلنوا ذلك ولا أن يعترفوا به، لأن القوانين الأمريكية لا تقدم مساعدات لأي دولة تمتلك سلاحًا نوويًّا.
(إسرائيل) تتبنى سياسة الغموض لتستبقي المساعدات الأمريكية لها والتي تزيد على (٣) مليارات دولار سنويًّا، وقادة أمريكا يتجاهلون النووي الإسرائيلي حتى لا يضطروا لتطبيق القوانين الأمريكية على (إسرائيل) بوقف المساعدات الأمريكية.
الضجة المتكررة حول السلاح النووي الإيراني الذي لم يولد بعد، هي ضجة (إسرائيلية) هادفة، تستهدف إخفاء ما لدى (إسرائيل) من سلاح نووي، وتبتغي ابتزاز إيران لتحصل منها على تنازلات في ملفات عديدة، وتستهدف تحريض أمريكا ودول الغرب لمهاجمة إيران عسكريًّا.
الغريب في هذا العالم الدولي أنه لا يرى عيوب (إسرائيل) وخطرها على العالم، وخطر سلاحها النووي على منطقة الشرق الأوسط والعالم، ولا يتكلم الإعلام عن سلاح (إسرائيل) النووي، وينشغل بخطر محتمل لسلاح محتمل ربما تصنعه إيران لاحقًا. الوضع في العالم مقلوب، وغير مفهوم. والصواب أن يطلب العالم من (إسرائيل) تدمير أسلحتها النووية لأنها خطر على المنطقة وعلى دول العالم بشكل عام، قبل أن تتكلم عن إيران.
ويجدر بقادة العرب الدعوة المستمرة لشرق أوسط خال من السلاح النووي.