لدى حماس ثلاثة ملفات لإنهائها مع الاحتلال الإسرائيلي والقليل من الوقت؛ رفع الحصار وإعادة الإعمار وصفقة الأسرى، على أن يتم إنهاء كل ملف على حدة، وكذلك دون ربط أي من تلك الملفات أو القضايا بقضايا أخرى مثل انتظار مؤتمر دولي لحل الصراع الفلسطيني على أساس اتفاقية أوسلو، أو حتى بقضايا داخلية مثل إنجاز المصالحة أو تسليم غزة إلى حكومة رام الله.
قلت إن حماس لديها القليل من الوقت لأن قادة حماس في غزة وقادة المقاومة عامة في غزة أكدوا مرارًا أن صبرهم قد نفذ بعد سنوات طويلة من الحصار وهزائم متعددة للاحتلال، وليس هناك ما يمنع المقاومة من وضع سقف زمني منخفض لإنهاء العبث بالقضية الفلسطينية وبالمقدسات وبمصير أهلنا في قطاع غزة وباقي المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967.
الشاعر يقول: السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب، والمقاومة في قطاع غزة لا تلعب ولا تهدر وقتها بالمفاوضات العبثية والتصريحات النارية، بل تلوح بسيف القدس الذي لم يغمد بعد الانتصار الأخير، وما تزال قطرات عار الهزيمة الإسرائيلية بادية على نصله، لذلك لا بد من أخذ تهديدات المقاومة على محمل الجد ورفع الظلم والحصار عن غزة والضفة والمقدسات، وإعادة الإعمار وتبييض السجون الإسرائيلية من أجل الشروع في البحث عن حل مرحلي متوافق عليه فلسطينيا، ليعيش الفلسطينيون في دولة ذات حدود مؤقتة وسيادة على كافة المناطق المحتلة عام 1967.
خطابات وتصريحات السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تدل دلالة قاطعة على ان الحركة لديها مشروع متكامل وخطة مفصلة لإنهاء الاحتلال عن المناطق المحتلة عام 67 بالاشتراك مع باقي فصائل المقاومة التي تحمل ذات الاهداف.
إطلاق كتائب القسام مناورة درع القدس ربما تكون الإنذار الأخير للمحتل الإسرائيلي من أجل التوقف عن اللهو والعبث بمصير الشعب الفلسطيني ومقدساته، والتوقف عن قتل الوقت وقتل الفلسطينيين وتنغيص عيشهم في غزة والضفة، وأعتقد أن العدو أخذ التهديدات السابقة لحماس على محمل الجد وقد يستوعب رسالة كتائب القسام من مناورة درع القدس ويبدأ بالتفكير الجاد في تنفيذ مطالب المقاومة في قطاع غزة.