فلسطين أون لاين

ماذا تريد القدس من السلطة؟

...

القدس الشرقية وضواحي القدس هدف أول ومركزي للاستيطان اليهودي. تقول صحيفة هآرتس العبرية: "إن (إسرائيل) تسابق الزمن لتهويد شرقي القدس، وإجهاض أي اتفاق مستقبلي بشأن المدينة". ويقود هذه الأعمال في القدس الشرقية دائرة الوصي العام على أملاك الغائبين"، إضافة لبلدية القدس، وجمعيات الاستيطان اليهودية التي تميل للتدين واليمين المتطرف.

سكان مدينة القدس يشاهدون يوميا عمليات الاستيطان التي تنتقص أراضيهم، وعمليات التهويد، والاستيلاء على أملاك المقدسيين الموجودين خارج البلاد. سكان القدس يعايشون علميات الطرد من المدينة، وسحب الهوية الزرقاء من أصحابها المقدسيين؛ لحرمانهم من حقوقهم في مدينتهم. سكان القدس يشاهدون هذا وأكثر منه ولا يملكون القدرة على منعه، أو عرقلة عمليات التهويد، ولا تكاد تقدم لهم السلطة في رام الله ما يعينهم على محنتهم، وعلى مواجهة عمليات التهويد والاستيطان.

خلاصة الحالة الراهنة في القدس تقول إن السكان يتألمون، والسلطة عاجزة عن مواجهة التغولات اليهودية. المقدسيون يقولون: السلطة تتكلم كثيرا عن القدس، ولكن لا تعمل إلا القليل، ولا تنفق مالًا على برامج حماية القدس من التهويد، لذا فإن الاستيطان يتواصل، والتهويد يتقدم يوما بعد يوم، وغدا لا سمح الله تصبح القدس الشرقية ذات أغلبية يهودية. 

القدس قضية تحتاج لحملة مواجهة عاجلة، وقضيتها لا تقبل التأجيل، وكل يوم تأجيل يعني خسارة كبيرة للمقدسيين. طبعا، ما كان يجب على المفاوض في اتفاق أوسلو أن يقبل بتأجيل قضية القدس وهو يعلم أطماع اليهود فيها، ولكنه أجل، وخسرنا كثيرا، ولم يراجع موقفه على الرغم من تفاقم خسارتنا في القدس، ولو أنصف نفسه والمقدسيين لبادر إلى مراجعة موقفه، واتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة عمليات التهويد وسرقة القدس.

إذا كانت هآرتس الصحيفة اليسارية العبرية تدق جرسا من أجل القدس، فإن السلطة في رام الله أولى في أن تقرع أجراسا للقدس، وأن تستنهض الداخل والخارج من أجل المحافظة على عروبة القدس وإسلاميتها. إن غياب المواجهة فيما يجري في القدس يعني أن القدس لا بواكي لها، وما نسمعه عنها ليس إلا جعجعة لا خير فيها.