جرت المرحلة الأولى من انتخابات الهيئات المحلية في الضفة الغربية على أن تستكمل انتخابات الهيئات المحلية الباقية والتي تشمل بشكل رئيس المدن الرئيسة بعد ثلاثة أشهر حسب قرار الحكومة في رام الله.
الانتخابات بشكل عام وسيلة حضارية للتغيير وضخ روح جديدة في أي مؤسسة إذا ما جرت بشكلها الطبيعي وفي بيئة مناسبة، وهذا أمر ضروري، ولكن لو نظرنا إلى انتخابات الهيئات المحلية التي جرت قبل أيام نجدها مختلفة، حيث تمت في أجواء الانقسام ولم تشارك فيها فصائل وازنة مثل حركة حماس، كما أن كثيرًا من الهيئات لم يكُن فيها قوائم ولم تجرِ فيها انتخابات، وهذا دليل على وجود خلل ربما نتيجة عدم توافق الفصائل المشاركة، كما أن هناك عشرات الهيئات المحلية التي تم حسمها بالتزكية، والتزكية بالمفهوم الفلسطيني في ظل الانقسام لا تعني بالضرورة التراضي وإنما تعني أحيانًا فرض قائمة وحيدة ومنع الآخرين من تشكيل قوائم بطرق شتى.
الملاحظ أن عدم مشاركة غزة في انتخابات الهيئات المحلية تم استغلالها للتشهير بحركة حماس، وهذه محاولة فاشلة ولن يكون لها أي مردود سلبي على حركة حماس لأن الجميع يعلم أن حماس وافقت على إجراء الانتخابات الأساسية: الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، ولكن السلطة الفلسطينية هي التي قامت بإلغائها لأسباب داخلية محضة لا علاقة لحماس فيها، وعليه لا يمكن لحماس أن تتناسى إلغاء الانتخابات العامة وتوافق على انتخابات هيئات محلية مجتزأة الهدف منها إظهار وحدة الشعب الفلسطيني والتفافه حول منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية لا تخدم حتى مصالح الشعب الفلسطيني.
الفصائل الفلسطينية في غزة قررت مقاطعة الانتخابات الحالية لأسباب ذكرت بعضها وأهل غزة أدرى بشؤونها، ولكنني أرى ضرورة مشاركة جميع الفصائل في الضفة الغربية في المرحلة الثانية من انتخابات الهيئات المحلية، لأنها ستشمل المدن الرئيسة ويفترض أن تكون انتخابات حقيقية لاختيار كفاءات لإدارة الهيئات المحلية والمحافظة على مصالح الناس وخدمتهم دون أن يكون لذلك أثر سياسي، أي أن المطلوب من الفصائل دون استثناء أن تشارك على الأقل انتخابًا لاختيار كفاءات تدير الهيئات المحلية وتحافظ عليها إلى حين انتهاء الانقسام والتخلص من آثاره.