فلسطين أون لاين

هل قرأ قادة السلطة وفتح تصريحات ترامب؟!

 

هل قرأ الرئيس محمود عباس تصريحات ترامب الأخيرة؟! لست أدري، فالإجابة عنده، وليست عندي، ولكني أود أن يقرأها كل فتحاوي، وكل مواطن فلسطيني، إذا تقول: "إن أحد أسباب فشل صفقة القرن بين (إسرائيل) والفلسطينيين هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يرغب أبدًا في تحقيق السلام مع الفلسطينيين؟! كانت صفقة القرن أفضل خطة قدمها رئيس أمريكي لـ(إسرائيل) على الإطلاق، ومع ذلك، لم يكن نتنياهو جادًّا بشأن حل الدولتين، وهذا ما توصل له بيل كلنتون وأوباما أيضًا! إن نتنياهو يمثل عقبة أكبر أمام تحقيق السلام من الرئيس محمود عباس. أعتقد أن عباس كان رائعًا، أعتقد أنه كان يريد الحصول على الصفقة وعلى السلام أكثر من نتنياهو!".

تصريحات ترامب نقلها موقع واللا العبري، وهي موجودة في كتاب ترامب الجديد: "سلام ترامب: الاتفاقيات الإبراهيمية والثورة في الشرق الأوسط". أي لا مجال للطعن في مصداقية هذه التصريحات. والخلاصة النهائية لهذه التصريحات أن نتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين، ولا يعمل له، وأنه يضع أمامه العراقيل لمنع حدوثه، ومن ثمة هو لا يؤمن بسلام مع الفلسطينيين مقابل حل الدولتين، بل هو يريد سلامًا دون دولة فلسطينية. ومن ثمة لا يمكن أن تنجح أي مفاوضات حول قضايا الحل النهائي، وإن ما هو قائم من سلطة حكم ذاتي بلا سيادة هو الحل النهائي.

لو كان هذا هو موقف نتنياهو وحده، لقال المفاوض الفلسطيني: نتنياهو لم يعد في السلطة، ولكن هذا موقف نتنياهو، وموقف قادة الاحتلال جميعًا، بل إن موقف بينيت أشد في رفض حل الدولتين من موقف نتنياهو.

هذا التحليل ليس ادعاء بل هو الواقع، بل هو أيضًا قول التاريخ منذ عرض اتفاقية أوسلو على الكنيست ورفض الليكود والأحزاب المتدينة لها، ومن ثمة اغتال يهودي متدين رابين لمنع القادة بعده من مواصلة طريق المفاوضات وحل الدولتين.

إن تصريحات ترامب جديرة أن تفرض على فتح، وعلى عباس، مراجعة مواقفهم من المفاوضات، ومن ملاحقة سراب ما يسمى بحل الدولتين، ومن جدلية ما يسمى بالمؤتمر الدولي لإحياء المفاوضات. الفلسطيني المفاوض لن يجد في دولة الاحتلال شريكًا للتفاوض حول حلّ الدولتين، حتى مع التنازلات التي يقدمها عباس، ومنها تنازلات تتعلق بالقدس، واللاجئين وتبادل الأراضي، ونزع سلاح الدولة الفلسطينية! لن يجد البتة.

إذا لم تقتنع فتح بتحليلاتنا فيجدر بها أن تقتنع بما يقوله ترامب، إذ لا يمكن وصف قول ترامب بالكذب، أو الكيد للسلطة، على حين صوته عالٍ بتحميل نتنياهو مسؤولية انهيار حل الدولتين، وانهيار مشروع صفقة القرن! كلام ترامب حجة على كل من يدعو للعودة للمفاوضات العبثية؟! ومن هنا يجب على الفلسطيني عدم إضاعة الوقت خلف سراب بدأ بأوسلو، وما زال يتجدد، وليس له نهاية؟! يمكن لعباس أن يكون رجل سياسة وموقف إذا نفذ تهديده بالذهاب لخيارات جديدة، لأن الواقع لا يحتمل المواصلة في طريق الجري خلف سراب!