فلسطين أون لاين

​في البرازيل .. رمضان كريم في ضيافة "بن الخطاب" و" الصديق"

...
غزة - رنا الشرافي

هي أكبر بلدان أمريكا الجنوبية، وأشهرها بالبن ولعب كرة القدم، لغتها الرسمية البرتغالية، وداخل حدودها المتسعة نحو خمسة عشر مليون مسلم من بين 200 مليون مجموع السكان الكلي، يتمركزون في أربع ولايات: (ساوباولو وريو دي جانيرو وبارانا وريوغراندي دي سول)، أما الديانة الرسمية فيها فهي للروم الكاثوليك، ومنهم بروتستانس.

رمضان شهر من أعظم أشهر السنة الهجرية، له قيمته العظيمة عند الله وعند المسلمين، الذين يعيشون أجواءه في هذا البلد الذي تميز فيه المسلمون بتشييد مسجدين رئيسين، هما مسجد عمر بن الخطاب في مدينة فور دي كواسو، ومسجد أبي بكر الصديق في ضاحية ساوبرناندرد دي كاميو التي تعد عاصمة المسلمين في البرازيل.

11 ساعة صيام

عن أجواء هذا الشهر الفضيل وكيف يعيشها المسلمون في البرازيل يحدثنا "علي عبد الهادي"، فلسطيني هاجر ضمن موجات اللجوء التي غادرت سوريا قبل عدة أعوام، وتنقل بين الدول الأوروبية إلى أن استقر به الحال في البرازيل.

يقول: "وصلت إلى هنا بصعوبة شديدة، ولم أكن أعرف في هذا البلد سوى صديق لي سبقني في الهجرة إليها، هنا يتحدثون البرتغالية، وهي لغة صعبة، وهذا كان سبب ترددي في الحضور إلى هناك".

ويتابع: "لكنني تمكنت من كسر حاجز اللغة بعد عام من مكوثي هنا، وأنا الآن بحال أفضل، والحمد لله"، مشيرًا إلى أن أجواء رمضان في البرازيل تختلف تمامًا عما هي في سوريا أو فلسطين، وعمومًا في سائر البلدان العربية.

ويضيف: "نصوم قرابة 11 ساعة، والأمر يختلف بين شمال البلاد وجنوبها، وهناك مساجد نذهب إليها لأداء صلاة التراويح وإقامة العشر الأواخر من رمضان، ومنها مساجد مشهورة، تكون قِبلة للمصلين، مثل مسجد أبي بكر الصديق ومسجد عمر بن الخطاب".

وعن الإفطارات الجماعية يقول: "هذه المساجد أو الجمعيات والمراكز الإسلامية تقيم إفطارات جماعية يتبعها ندوات أو لقاءات للتعريف بالدين الإسلامي، وتوثيق صلتنا بلغتنا الأم، ومن المهاجرين من يسجل أبناءه في هذه المساجد أو المراكز حتى يتعلموا لغة القرآن وعلومه".

ويلفت عبد الهادي إلى أن رفع الأذان ممنوع في البرازيل، وإنما تستخدم المساجد مكبرات صوت داخلية لا تنقل الصوت إلى الخارج خشية إزعاج الناس، وفي المقابل إن المجتمع البرازيلي متفهم لخصوصية هذا الشهر، ويعلن بدءه في وسائل الإعلام المحلية، ويبارك للمسلمين فيه.

شارع العرب

أما عن عادات المسلمين الرمضانية فيقول: "توجد أسواق عربية يوجد فيها ما نحتاج له ونعرفه من أصناف الأطعمة والمواد الغذائية المستخدمة في إعداد الطعام، وفي مدينة ساوباولو شارع يسمى شارع العرب، وهو عبارة عن سوق عربية ضخمة في هذا البلد الأمريكي الجنوبي".

وعن علاقاته وزياراته يقول: "لي صديق اسمه قتيبة، وهو سوري الجنسية سبقني إلى هذا البلد مع زوجته وأطفاله، يصر على أن أفطر رمضان معهم، وهذا يعوضني بعض الشيء عن سفرة والدتي التي أفتقدها بشدة".

ويسترسل: "وأحيانًا أفطر أنا وقتيبة في المسجد لنصلي معًا ونقرأ القرآن، أو نستمع لدرس ديني حتى لا ننسى لغتنا الأم وتعاليم ديننا الحنيف، وإننا نتعرف إلى مسلمين من جنسيات عربية أخرى، لكن معظم من صادفتهم هنا كانوا سوريين أو لبنانيين أو عراقيين أو أردنيين".

ويتابع: "رمضان هنا له طقوس وأجواء، ولكن ليس فيه نكهة العائلة ولمة الأصحاب وزينة رمضان التي أفتقدها، فأهلي بقوا في سوريا مع الحرب الدائرة هناك، أتمنى أن أتمكن من طلب أفراد عائلتي جميعًا، وأن أصوم رمضان المقبل وأفطر على أطباق أمي بصحبة أبي وإخوتي، وأن يعيده عليهم سالمين".