بيني غانتس وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال يضع شروطًا على حماس لرفع الحصار، وقال: "مطالبنا بسيطة وواضحة من أجل تغيير الواقع في غزة، وهي: وقف الإرهاب، وقف تعاظم قوة حماس، هدوء طويل المدى، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، ونعمل ليل نهار من أجل تحقيق ذلك".
غانتس يبسّط هذه المطالب في محاولة منه لخداع العالم، ولكنه لن يخدع الفلسطيني البتة. الفلسطيني أيضا له مطالب بسيطة وواضحة، وهي: "إزالة الاحتلال، وتقرير المصير، وقيام الدولة الفلسطينية". ومن المؤكد أنه حين يحصل الفلسطيني على مطالبه الواضحة هذه سيكون هناك هدوء طويل المدى، وسيعود الأسرى من الطرفين في صفقة تبادل.
العالم يدرك أن المطالب الفلسطينية هي مطالب شرعية، مؤيدة بالقانون الدولي، والقرارات الأممية، وبالواقع والتاريخ، في حين أن مطالب غانتس هي شروط يفرضها المحتل للأرض والوطن بقوة الاحتلال والسلاح، ومن ثمة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا قرر الفلسطيني التنازل عن هويته، وعن حقوقه الوطنية، وهذا التنازل مستحيل.
ومما يؤكد أن مطالب غانتس هي شروط محتل غاصب يعتمد على مبدأ القوة؛ أنها جاءت في سياق تصريحات غانتس في يوم الانتهاء من بناء جدار ذكي أرضي وتحت الأرض لمنع هجمات المقاومة الفلسطينية من غزة، وهو بمساحة خمسة وستين كيلو متر، وبكلفة (3.5) مليارات شيكل، واستغرق بناؤه ثلاث سنوات. والهدف منه محاربة الأنفاق، ومنع التسلل، وإضعاف قدرة حماس على المقاومة".
هذه الأهداف الصهيونية لا يحققها الجدار الفاصل وإن كان جدارا ذكيا، وإنما يحققها الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، ودون هذا الاعتراف المنطقي والملزم سيجد الفلسطيني آليات مناسبة لاستمرار المقاومة، والتغلب على الجدار، وإثبات أنه جدار غبي لا ذكاء فيه، لأن صاحب الحق أذكى، وكما يقولون: لكل داء دواء، ودواء الجدار موجود بين يدي المقاومة، وعليه نقول لغانتس: لا تفرح كثيرا، ولا تبالغ في تطمين سكان الغلاف على المستقبل، فالمستقبل ليس بيد الجدار، ولكنه بيد الله، ثم بيد المقاومة بعد ذلك، "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".