الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يرفع راية للمصالحة الفلسطينية. الرئيس الجزائري قال إنه حصل على موافقة من الرئيس محمود عباس لعقد لقاء جامع للفصائل الفلسطينية في الجزائر قبل انعقاد القمة العربية للبحث في المصالحة وغيرها من الملفات.
حركة حماس رحبت بدعوة الرئيس تبون، وثمنت الموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية، والرافض للتطبيع مع العدو. وقالت حماس إنها رحبت بكل الدعوات العربية الداعية للمصالحة، وبالذات الصادرة عن مصر، وهي الآن ترحب أيضا بالدعوة الجزائرية، وترى أن الأطراف الفلسطينية في حاجة ماسة لمراجعة الملف السياسي، بعد أن ثتبت للقاصي والداني فشل اتفاقية أوسلو بتحقيق المصالح الفلسطينية.
بعد هذا الترحيب نود أن نشير لتجارب سابقة ودعوات سابقة، بغرض تحصين الدعوة الجزائرية قبل بدء التنفيذ، حيث أثبتت التجارب السابقة أنه عندما يحين اجتماع عربي كالقمة العربية، أو اجتماع أممي كالجمعية العامة للأمم المتحدة، يبادر عباس بالحديث مع الآخرين عن المصالحة والاجتماع مع الفصائل، وعادة ما تستجيب الفصائل لمثل هذه الدعوات، وتذهب متفائلة، ولكنها تعود بخيبة أمل، وكأن اللقاء هو للاستهلاك الإعلامي، أو إرسال رسائل للعرب، أو للأمم المتحدة تقول إن الرئيس عباس حريص على المصالحة وحريص على إجراء انتخابات ديمقراطية شفافة.
ما أخشاه هو أن يلحق دعوة الجزائر هذا المرض، حيث إن فايروس الخداع والمماطلة والاشتراطات المفسدة للمودة لا علاج له، ولو كان ثمة علاج له لنجحت دعوات عديدة منذ سنوات.
علاج المرض هو أن تتحلى الأطراف الفلسطينية بالمصداقية، ولا سيما رئاسة السلطة، لأن الجهات الرقابية حملت السلطة، ورئيسها شخصيا فشل الجهود السابقة. الفصائل كلها جاهزة للحضور والتباحث دون شروط مسبقة، وإذا تخلى عباس عن الشروط المسبقة ولا سيما الاستجابة لشروط الرباعية، والاعتراف باتفاقية أوسلو، والتخلي عن المقاومة، فإن لقاء الجزائر قد ينجح، وإن تمسك بشروطه السياسية فاللقاء فاشل قبل انعقاده، لذا حبذا لو تعرفت الجزائر على موقف عباس، وشرحته للفصائل قبل اللقاء كمحاولة منها لإنجاح دورها وإنجاح اللقاء على أرضها.