فلسطين أون لاين

في إطار محاربتها المقاومة.. السلطة تغلق مسجدًا كان "أبو شخيدم" يُحاضر فيه

...
مسجد تميم الداري بمنطقة سميراميس
رام الله-غزة/ محمد أبو شحمة:

في توزيعٍ للأدوار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة، لملاحقة المناضلين والمقاومين ومضايقة ذويهم، أقدمت الأخيرة على إغلاق مسجد تميم الداري بمنطقة سميراميس (قرية فلسطينية في الضفة الغربية تقع شمال مدينة القدس المحتلة)، الذي كان الشيخ الشهيد فادي أبو شيخدم يحاضر فيه ويقدم دروسًا دينية لرواده.

وجاء قرار السلطة بعد أيام قليلة من تنفيذ الشهيد أبو شخيدم، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عملية فدائية بالبلدة القديمة في القدس، أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 4 آخرين.

وتسعى السلطة من خلال خطوتها الأخيرة إلى محاربة العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، والتضييق على أماكن العبادة، وإغلاق أي مكان يدعو لمحاربة الاحتلال.

ولفت الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين إلى أن قرار السلطة إغلاق مسجد تميم الداري بمنطقة سميراميس بمدينة القدس، جاء بعد تنفيذ الشهيد أبو شخيدم العملية الفدائية مباشرةً.

وأوضح عز الدين في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن المنطقة التي يقع فيها المسجد تتبع رسميا لمدينة القدس وتخضع لسيطرة الاحتلال، إلا أنه خارج جدار الفصل العنصري وقريب جدا من مناطق سيطرة السلطة، ويتبع وزارة أوقافها، لذا قامت بإغلاقه.

وأضاف أن السلطة ألغت دروس التحفيظ في مسجد تميم الداري، وأغلقت المسجد والسبب أن الشهيد أبو شخيدم كان يعطي الدروس فيه، معتبرا القرار محاولةً لإثبات قيامها بواجبها في محاربة العمل المقاوم، ومواصلة التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وأشار إلى أن السلطة وصلت مرحلة "الرقابة الذاتية"، فليس شرطًا أن تأتي التعليمات بشكل مباشر من الاحتلال للقيام بدورها في التنسيق الأمني، منبها إلى أنها صعدت من جهودها لمحاربة المقاومة بكل أشكالها، سواء الشعبية أو المسلحة، منذ معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار الماضي.

وعدّ الناشط السياسي محمد عايش السلطة برام الله ذراعا أمنيا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا للاحتلال، وهو ما يثبته سلوكها على الأرض، مضيفا أنها من خلال إغلاقها المساجد فهي تحارب الحضارة الدينية للمجتمع الفلسطيني، وتهدف لفصل الدين عن الدولة، لذلك توجهت للمسجد الذي تعده أول عائق أمامها.

واعتبر عايش في حديث لـ"فلسطين" السلطة وكيلًا للاحتلال، وتعمل على محاربة دورات التجويد في المدارس بشكل دائم، وتطبيق نهجها الهادف إلى سلخ الناس عن ثقافتهم، مشيرا إلى أنها باتت تستهدف أي مخالف لها ونهجها من كل الفصائل الإسلامية والوطنية، وصعدت من حملة الاعتقالات السياسية ضد الكثير من المواطنين، خاصة فئة الأسرى المحررين، وطلبة الجامعات.

وبين أنه أمام قمع السلطة، بدأ الشارع بالتحرك خاصة أنه سبق له وأن انتفض ضد قانون الضمان الاجتماعي، واتفاقية "سيداو"، وما حصل في برك سليمان ببيت لحم من انتهاكات لحرمة الأماكن المقدسة.