فلسطين أون لاين

تقرير صدام بني عودة.. رأس الحربة في الدفاع عن طوباس يقضي برصاصة متفجرة

...
صورة أرشيفية
طوباس-غزة/ أدهم الشريف:

"لم يتأخر يومًا عن التصدي لجيش الاحتلال والدفاع عن المواطنين، ولهذا توقعنا فقدانه في أي لحظة.." هكذا بدأ عزام بني عودة الحديث عن شقيقه صدام الذي استشهد خلال مواجهات اندلعت في بلدة طمون بمحافظة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

فجر أمس، حاولت قوات خاصة تتبع لجيش الاحتلال اقتحام البلدة، فاصطدموا بشبانها، وفي إثر ذلك اندلعت اشتباكات بينهم أطلق خلالها جنود الاحتلال كالمعتاد نيرانهم بكثافة تجاه المواطنين.

أمام ذلك لم يقف صدام مكتوف اليدين وكان رأس حربة كالمعتاد، وخرج للمواجهة وسط حالة حذر وترقب سيطرت على ذويه، فهو لا يترك مواجهة إلا ويشارك فيها، كما يقول شقيقه عزام.

وصدام البالغ (25 عامًا) أنهى دراسة دبلوم التمريض قبل سنوات بكلية الروضة في مدينة نابلس، ولم يعمل في مجال تخصصه، فلجأ إلى العمل في الزراعة.

وأصيب صدام قبل 5 أشهر في رأسه، كما يفيد شقيقه لصحيفة "فلسطين"، بقنبلة غاز أطلقها جنود الاحتلال صوب مجموعة من الشبان خلال تصديهم لاقتحاماتهم المتكررة لطوباس. وهو أيضًا محرر أنهى اعتقاله لمدة 6 أشهر في سجون الاحتلال قبل عام تقريبا.

وتتعرض قرى وبلدات ومحافظات الضفة الغربية لاقتحامات متكررة تنفذها قوات الاحتلال بكثافة، تتخللها مداهمات لمنازل المواطنين وعمليات اعتقال تطال أعدادا كبيرة من نشطاء وكوادر الفصائل الوطنية والإسلامية.

ولم تكن انتهاكات الاحتلال هذه تروق كثيرًا لصدام، إذ يقول عنه شقيقه: تمتع بشخصية وقلب قويين، دفعاه إلى البحث عن المواجهات والمشاركة فيها.

وكان صدام يشارك أيضًا في التصدي لقوات الاحتلال في المواجهات التي تندلع خارج طوباس، والقول لشقيقه، وخاصة في منطقة الأغوار، التي تشهد عمليات هدم وتشريد للمواطنين غير مسبوقة في محاولة من (إسرائيل) للسيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية لمصلحة المشاريع الاستيطانية.

وخلال مواجهات طوباس، استخدم جنود الاحتلال أنواعًا مختلفة من الرصاص، كان من بينها المتفجر، أو ما يطلق عليه "الدمدم"، حيث أصابت إحداها المنطقة العلوية من جسد صدام قرب القلب، وتسببت باستشهاده على الفور.

وزادت حدة الاشتباكات بين المواطنين وقوات الاحتلال بعد استشهاد صدام، وسط أجواء شديدة الحزن خيمت على محافظة طوباس بكاملها، وعلى والديه، وأشقائه الثلاثة، وشقيقاته السبع.

ويقول عزام لصحيفة "فلسطين": كنا ننوي في العائلة تزويج صدام الذي جهز شقته، لكن لم يشأ القدر أن يفرح به أهله.

ووسط أجواء مشحونة بالغضب والحزن الشديديْن، شيعت جماهير غفيرة الشهيد بني عودة.

وانطلق موكب التشييع من المستشفى التركي في طوباس، باتجاه منزل ذويه في بلدة طمون، قبل الصلاة عليه ومواراته في الثرى بمقبرة البلدة.

ووقفت والدته في وداع الشهيد تدعو له بالرحمة وحولها مجموعة من النساء يواسينها بفقدان نجلها، في وقت لا يزال فيه ابن آخر (عزمي) خلف قضبان سجون الاحتلال.