فلسطين أون لاين

"حدُّ السيف" بدَّدت الزيف

حد السيف بددت الزيف، وأعادت للعدو صوابه بعد أن فقده، حين ظنت "سيرت متكال" أن غزة نزهة، فكان نور بركة ورفاقه على الموعد والوعد، وفي 40 دقيقة تحققت ملحمة عزيزة سجلت منعطفا إستراتيجيا مهدت لسيف القدس.

في ذاكرة حد السيف غزة هي العنوان، والشهيد نور بركة سيد الموقف ونفق الحرية بوصلة المعركة، فسلاماً سيدي الشهيد، وسلاماً أخي الأسير، وسلاماً سيدتي غزة.

لك وحدك يركع المجد أيتها السيدة العظيمة، لك سيدتي غزة طأطأ الجميع رأسه خجلاً وحياءً، منذ اليوم الأول، والميلاد الأعظم لمسيرة الدم والشهادة أقسمت العهد والبيعة على المضي في طريق ذات الشوكة، وحملت اللواء، ورفعت الراية، قاتلت بالحجر والخنجر والسكين والمولوتوف والمسدس والرشاش والتفجير والنفق والصاروخ وخطف الجنود وحد السيف، لم تتركي للعدو وسيلة، ولم تدعي للقاعدين عذراً، فطرق الجهاد والاستشهاد مفتوحة أبوابها، ولكن أين الرجال وأصحاب النية والعزيمة؟ ما انقطعت بك السبيل في إثر استشهاد جيل القيادة المؤسس، وبقيت على الدرب، فكنت عملاقاً يأبى الانحناء وراسخاً يأبى الاقتلاع.

الاحتلال العنصري و"سيرت متكال" تنتفض قلوبهم، تشخص أبصارهم لهول حد السيف غزة لم تقعدك الدنيا ولا كثرة المتآمرين، وقلتِ بلغة الواثق: "سأبقى هنا على الزناد أصبعي، وكالجحيم مدفعي، لن أغادر مربع المقاومة والثوابت، ولن أعود القهقرى، وسبيلي إما النصر وإما الشهادة. فقلت بلغة الواثق العنيد: "إلى وعد ربي أمضي، وقد اخترت الطريق".

حاولوا حصارك يا غزة لأنك أكبر من الإغواء والإغراء، فعضضت على الجرح، ومرغت أنف السجان، وأذللت العدوان، فحاصرتِهم وقذفتِ حد السيف ليجز رؤوسهم، فتراجعوا خائفين، وارتد المكر إلى صاحبه، وأيقنوا أنه لا سبيل إلى حصار الرجال الشهداء الأحياء لأنهم الجبال شامخات عشقت الموت واحتضنته، وقذفته ناراً في وجه الأوغاد.

ثم جئت على ميعاد نور بركة وإخوانك السادة الشهداء، جئت على ميعاد ميلاد جديد، ميلاد عظيم، فما أعظم حياة الجهاد، كنتَ دوماً على موعد مع الشهادة، كنت تأبى الموت الطبيعي، وانفجرت في حد السيف، أيقظ دوي انفجارك سيدي كل العالم، وأعاد الفكرة بعد أن ذهبت السكرة واستيقظ الجمع الحالم بهزيمة غزة، فإذا بسيريت متكال تهوي كعصف مأكول وسرابها يلفهم وعيناك تحاصرهم، وقطع لحمك تقذفهم ودمك النازف يكتب على كل الأزقة النور والبرهان على صدق الطريق وحسن التوجه إلى الله رب العالمين، وأبى إخوانك الشهداء الأحرار قادة الملحمة إلا الرحيل ليلحقوا بالركب. إنه الفوز، إنها الجنة، وما أجملها من رحلة، إنه الجهاد والاستشهاد، إنها فلسطين، إنها غزة العزة، إشراقة أمل الحرية العربية على طريق التحرير.

فسلاماً لك سيدتي حد السيف، سلاماً لك سيدي نور بركة، سلاماً لك أيها المتفجر ناراً وبركاناً، سلاماً لك وأنت تكتب تاريخاً جديداً، سلاماً لك وأنت تعيد تصحيح الاتجاه لمن فقدوا البوصلة، سلاماً لك سيدي العظيم وأنت تمنحنا الحياة.