فلسطين أون لاين

حققت نجاحات متعددة على مدار السنوات الماضية

تقرير خبير لـ"فلسطين": المقاومة تفوقت في "صراع الأدمغة" وتطوير العقول أصبح أهم أولوياتها

...
غزة/ نور الدين صالح:

أكد المختص في التقنية وأمن المعلومات، م. أشرف مشتهى، أن المقاومة في قطاع غزة تولي اهتمامًا كبيرًا في تطوير عقول كوادرها ضمن مساعيها للحصول على معلومات مهمة من الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مشتهى في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن المقاومة استطاعت تحقيق نجاحات متعددة على مدار السنوات الماضية في الحصول على معلومات إسرائيلية، وإفشال مخططات كان الاحتلال ينوي تنفيذها في قطاع غزة، مثل "حد السيف" وغيرها من العمليات الاستخباراتية.

وبيّن أن صراع الأدمغة في مجال الاستخبارات والحرب الإلكترونية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، لا تقل أهمية عن العمليات العسكرية التي شنّها الاحتلال على القطاع خلال السنوات الماضية.

وبحسب مشتهى، فإن آثار الحروب الإلكترونية قد تفوق القوة العسكرية التي يشنها الاحتلال على القطاع وتؤدي إلى هدم وتدمير المباني والمساكن الآمنة، لكن الاحتلال ينتهج سياسة الصمت على خسائره بهذا الجانب.

وأشار إلى أن تطوير العقول أصبح من أهم أولويات الفصائل الفلسطينية، وذلك ضمن إطار المعركة المفتوحة مع العدو.

و"صراع الأدمغة" هو هذا النوع من الحروب التي تدار باستخدام العقول بدرجة أكبر من القوة المسلحة، ويعتمد على طول النفس والصبر على النتائج، وضرورة وجود عنصري "السريّة والمفاجأة"، وهو صراع غير ملموس، ويدار من خلف الظلال بحيث إن المواطن العادي لا يشعر فيه، وفق مشتهى.

وقد أدخلت المقاومة هذا الصراع منذ سنوات، وهناك العديد من الشواهد، منها: تسريب فيديوهات لعملية "زيكيم" وعملية "أبو مطيبق" خلال عدوان 2014 على غزة، وعملية "حد السيف" في 2018.

وأشار إلى أن المقاومة أخذت على عاتقها تطوير إمكانياتها وقدرات عناصرها في هذا المجال، وذلك عبر تكثيف التدريب وإرسال آخرين للخارج للاستفادة من الخبرات الخارجية، وتسخيرها لصراع الأدمغة والحرب الالكترونية.

وأضاف مشتهى، أن اهتمام المقاومة في هذا المجال يندرج ضمن إطار الساحة المفتوحة في المعركة مع الاحتلال، مؤكدا أنها تتميز بامتلاك عنصر السرية والمباغتة والمفاجئة.

وبيّن أن المقاومة نجحت في مجال الحرب الإلكترونية رغم الإمكانيات القليلة المتاحة لديها واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 15 سنة، من خلال الحصول على معلومات وبيانات سرية مهمة لدى الاحتلال.

كما تمكنت المقاومة وفق مشتهى، تجنيد ضباط وأفراد من المجتمع الإسرائيلي وإسقاطهم في سبيل إمدادها بالمعلومات الإسرائيلية واختراق بعض القنوات الفضائية، مشيرا إلى أن المقاومة استطاعت إثارة الفزع والبلبلة في أوساط المجتمع الإسرائيلي.

وأوضح أن المقاومة استطاعت الوصول إلى الكثير من المنصات والمواقع العسكرية وتسجيلات أجهزة مراقبة وكاميرات منتشرة على حدود قطاع غزة، مشددا على أن هذا الأمر "أثّر بشكل كبير على صورة الاحتلال وأثبت براعة المقاومة".

انعكاسات كبيرة

وفي السياق، أكد المختص التقني، أن هذه الصراع له انعكاسات كبيرة على الاحتلال، حيث يزرع الخوف والرعب في قلب جنود الاحتلال.

وأوضح مشتهى أن نجاح المقاومة في هذا المجال يرفع الروح المعنوية لدى الشارع الفلسطيني والثقة في فصائل المقاومة، ويجعله يتمسك بهذا الخيار، رغم قلة الإمكانيات المتاحة له.

وبحسب قوله، فإن المقاومة هزّت أركان الاحتلال نتيجة الضربات التي أحدثتها داخله، عدا عن تدني صورة قيادة الاحتلال بين المجتمع الإسرائيلي، وفقدان الثقة به.

وتابع "ما فعلته المقاومة على مدار السنوات الماضية، رغم الحصار المفروض عليها، لم تستطع دول كبرى فعله"، منبها إلى أنها استطاعت هزّ صورة الجندي الإسرائيلي أمام المستوطن الذي ظن أنه يشكل درع حماية له، إضافة إلى الانعكاسات الاقتصادية السلبية على (إسرائيل).

ولفت إلى أن الاحتلال يحاول باستمرار اختراق منظومة المقاومة، لكن الأخيرة تفشله بحنكتها وبراعتها، مشدداً على أن "هذه معركة متبادلة ومتجددة وتزداد شراسة يوماً بعد آخر، تزامناً مع التطور التقني المستمر".

وأكد أن سعي المقاومة لتطوير هذه التكنولوجيا يُمكنها من الحصول على معلومات ثمينة من الاحتلال، قد يساعد بعضها في فك ظواهر وكشف كثير من شبكات التجسس الموجودة في القطاع.

وأوضح أن هذه التكنولوجيا قد تُستخدم في الدفاع وليس الهجوم فقط، إذ تستثمرها داخل القطاع للحفاظ على النسيج المجتمعي وتمكين الجدار الأمني الخاص بالمقاومة، من خلال جمع المعلومات والمراقبة والتتبع، وإعطاء معلومات مغلوطة للعدو.