فلسطين أون لاين

بتقنية النانو.. الباحث الأغا يُقدِّم علاجًا مبتكرًا لـ"كورونا"

...
الباحث الأغا (أرشيف)
غزة/ هدى الدلو:

"الحمد لله، الحمد لله، شعور لا يوصف أن يحصل بحثي على المركز الأول، دمعت عيناي، وسجدت لربي شكرًا على هذا الإنجاز الذي استطعت فيه أن أمثل فلسطين كلها، وليس غزة فحسب، فقد كنت متوقعًا الفوز لمتانة البحث الذي قدمته، والنتائج التي توصلت إليها".

بهذه الكلمات استهل أحمد الأغا حديثه، معبرًا عن مشاعره بعد حصوله على المركز الأول على مستوى دولة قطر في مجال الكيمياء وعلوم المواد عن بحثه المعنون بـ"تأثير جسيمات الفضة النانونية المحملة على سطح الميزو سيليكا المسامية النانونية على نشاط الميكروبات، وهو علاج مقترح لفيروس كورونا باستخدام تقنية النانو".

الشاب (32 عامًا) حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الأقصى بغزة في تخصص الكيمياء وأساليب تدريسها، تخرج عام ٢٠١١ والتحق بمدارس الأونروا، فقد عمل على بند المياومة لمدة ثلاث سنوات، ثم التحق ببرنامج الماجستير للكيمياء في جامعة الأزهر، متخصصًا في كيمياء النانو، وفي عام 2018 التحق بالتدريس في المدارس الفلسطينية في الدوحة مدرسًا للكيمياء ومنسقًا للأبحاث العلمية والمختبرات منذ ثلاث سنوات.

ويوضح أن بحثه العلمي اعتمد فيه على المنهج التجريبي وبعض التقنيات الحديثة للتأكد من المواد التي تم تحضيرها في البحث مثل: السيليكا وجسيمات الفضة النانونية، مشيرًا إلى أن أهمية الفكرة تأتي من كونها تحضر مواد كيميائية متوقعة لعلاج فيروس كورونا باستخدام تقنية النانو، وهي مواد غير سامة لجسم الإنسان كما تشير الأبحاث والدراسات.

وجاء اختيار الأغا للفكرة بسبب المشكلة التي تواجه العالم في إثر جائحة كورونا، وعدم توافر علاج نهائي للقضاء عليه، فعمل في البحث على تحضير مواد مركبة نانونية من جسيمات الفضة النانونية المحملة على سطح الميزو سيليكا المسامية النانونية للتخلص من الفيروس بطرق لا تضر بصحة الإنسان.

ومن خلال البحث الذي عكف على العمل به مدة ثلاثة أشهر، توصل به إلى عدة نتائج من بينها أن المواد المركبة التي تم تحضيرها تعمل على قتل الميكروبات، وبالأخص نوعين من البكتيريا سلبية الغرام وموجبة الغرام، وتمت المقارنة بين آلية عمل المادة التي تحضيرها وقدرتها على تثبيط نشاط البكتيريا وبين الغلاف الخارجي لفيروس "كورونا".

ويعمل الأغا حاليًا على ما انتهى إليه البحث، باختبار أفكار جديدة تفيد في حل المشكلات العالمية التي تواجهه مثل مشكلات تلوث البيئة والتربة، والعمل على تطوير مضادات حيوية جديدة للتخلص من الميكروبات، والبحث في تطوير مواد جديدة للقضاء بسرعة على الفيروسات.

ويلفت إلى أن اللقاحات المطروحة موجود معظمها وتم تحضيرها نانونيًا غير أن الطريقة التي أوجدها بحثه تختلف، "أي أن التركيب الكيميائي للمواد التي تم تحضرها تدخل في تركيب اللقاح وتركيب الأدوية التي لها القدرة على التخلص من الفيروسات".

ويبين الأغا أنه عمل في بحثه على تحضير جسيمات الفضة النانونية من المواد التي يستخدمها الإنسان في البيت ويتخلص منها، وذلك بإعادة تدويرها، كقشور البطيخ وورق الشجر التي لا تحمل مواد سامة، على عكس المواد الكيماوية الجاهزة التي يتم فيها تحضير جسيمات الفضة، فلجأ للطريقة البيولوجية لكونها لا تضر بالجسم.

ويأمل من بحثه أن يخدم البشرية، وأبناء بلده فلسطين، وأن يرفع اسمها عاليًا ليرفرف وحيدًا ويحلق في السماء من خلال أبحاثه العلمية، ويفكر في العودة القريبة لوطنه بمجرد أن تتاح له الفرصة، خاصة في ظل صعوبة الوضع المعاش في قطاع غزة.