فلسطين أون لاين

​تجاهل الرد على رسائل "الشريك" يزرعُ الجفاء

...
صورة تعبيرية
غزة - مريم الشوبكي

الرسائل النصية هي نوعٌ من التعبير عن المشاعر الجياشة بين الشريكين، فالمرأة كما يقول المثل الصيني تحب بــــ"أذنيها" والرجل يحب بـــــــــ "عينيه"، فالمرأة لها قدرة على التعبير تفوق الرجل الذي يجد صعوبة في كتابة ما يشعر به أو حتى قوله.

وأكثر ما يغيظ المرأة ويجعلها تتأجج هو تجاهل الرجل لرسائلها سواء عبر الهاتف أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي "واتس أب، فيس بوك"، وتعده نوعا من عدم الاهتمام؛ وقد تفتعل من هذا مشكلة لا آخر لها ولا أول.

تبادل الاهتمام

جيهان الجيار (30 عاما) رأت أن التواجد والمشاركة وتبادل الاهتمامات ضرورة؛ لا سيما أن الرسائل صارت وسيلة مباحة للجميع؛ لكن حين يرسل طرف ويتجاهل الآخر تفقد قيمتها؛ وتصاب المرأة بالإحباط.

أما رانيا، فتعاني من مشكلة تجاهل زوجها لرسائلها على الجوال وحتى على فيس بوك، تقول:" كنت أرسل لزوجي الكثير من الرسائل التي تتضمن كلاماً جميلاً بما يعبر عن محبتي وتقديري له دون سبب، فأنا أحب التعبير عن مشاعري بالكلام المكتوب".

وأضافت لـ"فلسطين": "زوجي من النوع العملي للغاية، ودائماً ما يهمل رسائلي؛ في البداية حاولت تنبيهه إلى أنه لا يرد على ما أرسل؛ وكانت ذريعته أنه لا يعرف التعبير عن مشاعره بالكتابة، ومع مرور الوقت يئست وتوقفت عن مثل هذه اللفتات".

حتى لا يشعر بالإهمال

بدورها أكدت الأخصائية النفسية إكرام السعايدة أن تجاهل رسائل الحب سواء عبر الهاتف النقال أو الواتس آب لشريكك تزرع الجفاء بينكما.

وترى السعايدة في حديثها مع "فلسطين" أن تطبيقات التواصل الاجتماعي وسيلةٌ جديدة لتوطيد العلاقات الزوجية، لا سيما في حال انشغال الزوجين في العمل أو حتى انغماسهما في متطلبات الحياة اليومية، فمن الجميل حقاً تجديد العلاقات عبرها؛ وكذلك التعبير عما يجيش في الصدر من مشاعر تجاه الشريك الآخر.

وأوضحت أن تبادل الرسائل يجدد حيوية العلاقات الزوجية، وتتساءل: "ما الضير أن تعطي لنفسك وقتاً ولو بسيط لتخط رسالة تعبر بها عن حب الشريك؟".

ونبهت السعايدة إلى أن تجاهل الشريك لتلك الرسائل بالطبع سيؤثر سلباً على العلاقة بين الشريكين، وسيزرع مع الوقت الجفاء بينكما، فيبيت كلاهما يضمر في نفسه ما لا يستطيع مناقشته مع الآخر، وقد تبدأ الشكوك بينهما، ويشعر الطرف الآخر بالإهمال.
وذكرت أن هناك دراسة تقول إن المرأة تتحدث في اليوم (13) ألف كلمة والرجل (8) آلاف، فإن لم يكن بينهما حوار عقلاني فأين تذهب هذه الطاقة الحوارية؟، بالطبع نحو حوارٍ نفسي سلبي ، فعلى رأس هرم السعادة الزوجية يأتي الحوار بين الزوجين، وهذه ليست دعوة للرجال لأن يثرثروا مع زوجاتهم، ولا أن تصم الزوجة آذان زوجها بكثرة الكلام، بل المقصود منه الحوار البنّاء والحديث المدروس في التوقيت المناسب.

ودعت الزوجين إلى الإفصاح عن مشاعرهما بين وقتٍ وآخر, معللة: "إنه فنٌ راقٍ للتواصل الأسري يمتن أركانها ويحصنها ضد مختلف أشكال التفتت والتفكك والضياع".

ووضعت السعايدة قواعد أساسية في التواصل كضرورة التقدير والاحترام المتبادلين، والبعد عن تجاهل الرسائل بحجة العشرة؛ واللجوء إلى أسلوب البساطة بدون تكلف، والمبادرة ولو بكلماتٍ بسيطة تعبر فيها عن صدق مشاعرك، فالأبجدية لا تنضب من الكلمات الطيبة.

وتزيد الأخصائية النفسية:" كثيراً ما نسمع أناسًا يشتكون من أن مَن حولهم لا يعبرون لهم أبدًا عن حبهم، أو لا يفعلون ذلك إلا نادرًا؛ ولكننا لم نسمع شخصًا واحدًا اشتكى من أن الآخر كثيرًا ما يقول له: "أحبك".

وتابعت:" الحب إذا لم يتم التعبير عنه بشكل جيد فإنه مع الوقت يخبو ويضعف وربما يهرم أو يموت؛ لذلك علينا أن نستدعي هذا الحب ونحركه، علينا أن نبذل الوسائل المعينة لإثارة معانيه، وأولى هذه الوسائل أن نقول لمن نحب "أحبك".