فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

10 إستراتيجيات لمواجهة بلفور (2)

 

تحدثنا في المقال السابق عن ثلاث إستراتيجيات لمواجهة وعد بلفور، واليوم نتحدث عن سبع إستراتيجيات أخرى لمواجهة هذا الوعد المشؤوم.

 

  1. إدارة أفضل للشأن الحياتي الفلسطيني كي يستقر بتحقيق العدالة المجتمعية، وتوفير مقومات الصمود، والحياة الكريمة، وإسناد القضية عبر عمق اقتصادي بشتى القطاعات، ولكل شرائح المجتمع. واجهت حماس في تجربتها في الحكم تحديات داخلية، وخارجية بالغة الصعوبة، فكانت المرحلة إدارة لأزمات متتالية من حصار، وانقسام، ومقاطعة، وعزل، وعدوان، لذا لا مقارنة لهذه التجربة مع غيرها، وقد شكل ذلك صعوبة الجمع بين الحكم، والمقاومة في ظل غياب الشراكة السياسية، والمأمول اندماج كل القوى وعلى رأسها حماس، وفتح في مشروع شراكة خاصة في ظل التحولات السياسية التي جسدتها حماس في وثيقتها السياسية.

 

  1. العمل عبر كل ساحات الوجود الفلسطيني عبر منظومة متناسقة متعاونة إيجابيًّا لا متناحرة سلبيًّا في توزيع أدوار محددة ومتفق عليها، وضمن رؤية شاملة لمساحة التأثير في كل ساحة مع توظيف أمثل لنقاط القوة فيها وعدم الدخول في أي صراعات جانبية مع أي من ساحات الفعل، وإنما تحشيد لوبيات إسناد للقضية ومظلومية شعب فلسطين في مواجهة #بلفور104.

 

  1. إفشال السياسة الصهيونية التي تتجسد عبر تهويد القدس وضم الضفة وحصار غزة والاستيطان، والجدار، ويهودية الدولة، والتطهير العرقي، إذ يعتمد الاحتلال مشروع الحل الإقليمي، والسلام الاقتصادي، اللذين يدعمهما بايدن ساعياً لفرض حل عنصري، وعلى حساب الحق الفلسطيني في أرضه، واستقلاله، ومواجهة هذا المشروع الخطر مسؤولية وطنية تشمل الكل الفلسطيني.

 

  1. السياسة الفلسطينية تحقق الأهداف بالوحدة وإلغاء أوسلو، واعتماد المقاومة الشاملة خياراً، ودعوة الأطراف العربية التي طبَّعت مع الاحتلال إلى التراجع عن برنامجها الضار بالقضية، وشعب فلسطين.

 

  1. رفع الحصار نهائياً عن قطاع غزة، الذي ليس له مسوغ أخلاقي أو قانوني أو سياسي، ورفع الإجراءات ضد غزة أولا من السلطة ضرورة عاجلة، وكذلك مواجهة دبلوماسية، وشعبية مع الاحتلال لرفع شامل للحصار.

 

  1. يمثل الوجود الفلسطيني في داخل الأرض المحتلة إشراقة أمل على طريق إسقاط بلفور 104، حيث إنه دليل إثبات للوجود الفلسطيني رغم حملات التهجير والتطهير. ورسالة الوجود الفلسطيني فضلاً عن إسقاط دعوى شعب بلا أرض لأرض بلا شعب، فإنها أيضاً تثبيت للوجود الفلسطيني الذي يمثل تهديدًا دائمًا من قلب الكيان لوجوده، فضلاً عن القيمة المترتبة على تذكير الاحتلال والعالم بأننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون، وهذا يستدعي رؤية لتوظيف الوجود الفلسطيني في مواجهة آثار وعد بلفو.

 

  1. إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 دون التفريط أو إعلان التنازل عن بقية الأرض الفلسطينية، يمثل محطة مهمة لإسقاط وعد بلفور، باعتبارها الحاضنة للحلم الفلسطيني في ظل التيه الفلسطيني في صحراء العرب، وقد تمثل غزة بمساحتها الضيقة مأوى لهذا الحلم في إعادة دورة الزمن لصالح الحق الفلسطيني، وإبطال وعد بلفور، باعتبارها أول أرض فلسطينية محررة رغم الحصار والعدوان.

 

  1. التحولات الإقليمية والاضطراب الذي تحياه المنطقة لا ينبغي أن يكون على حساب فلسطين، وقضتيها، وذلك يحتاج إستراتيجية عربية موحدة لأكبر عدد ممكن لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي، وذلك عبر حاضنة تحوز ثقة الجماهير العربية والإسلامي، ومن هنا دعوتنا للإتلاف قائمة، وتبنيها المباشر للقضية الفلسطينية على أساس مشروع فلسطيني عربي إسلامي جامع عنوانه (حلف العودة)، والتصدي للحملة الدعائية اليهودية، وتشكيل لوبي لمواجهة استهداف الوعي العربي عبـر دبلوماسية رسمية، وشعبية، وما يحقق إسناداً لهذا السلوك منظومة علاقات دولية خاصة مع الشعوب الغربية التي بدأت تنضح لصالح الحق الفلسطيني رغم سنوات التشويه والتشويش الإعلامي، عبر الاستحواذ اليهودي الإعلامي على الإمبراطوريات الإعلامية.

النضال الفلسطيني في مواجهة وعد بلفور تنوع عبر قرن من الزمن، وتم تقديم تضحيات جسام، وتقويض مبررات وجود الكيان الصهيوني عبر وسائل وأساليب عدة سواء عسكريًّا أو سياسيًّا أو إعلاميًّا أو أمنيًّا أو قانونيًّا أو اقتصاديًّا، داخليًّا أو خارجيًّا، وهذا يحتاج إلى مزاوجة ذكية وإدارة صراع حكيمة بين المقاومة كذراع والسياسة كوعاء يحصد ثمار الفعل الميداني، حيث إن البنادق غير المسيسة قاطعة طريق.

وهذا يستدعي من الكل الفلسطيني توحيد الإستراتيجية الوطنية من أجل مواجهة ما ترتب على هذا الوعد من آثار وتداعيات ما زال الشعب الفلسطيني يعيش مرارتها من ضياع للأرض وتهجير للإنسان.

"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف: 21)