جددت فصائل العمل الوطني والإسلامي تأكيدها أن المقاومة بكل أشكالها ستبقى خيارها الإستراتيجي لدحر الاحتلال الإسرائيلي المستهتر بالقرارات الدولية، وذلك تزامنًا والذكرى 104 لـ"وعد بلفور" المشؤوم.
وشدد منسق فصائل العمل الوطني والإسلامي- جنوب غزة عبد الله قنديل، على أن فصائل المقاومة ستعمل على إنهاء الاحتلال ودحره من فلسطين، في ظل استهتاره بالإعلانات والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، واعتبارها ليست أكثر من حبر على ورق، وهو ما ظهر في تمزيق مندوب الاحتلال الدائم لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة، الجمعة الماضية.
وقال قنديل، في وقفة أمام مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة أمس: "نحن أمام مقر منظمة دولية أصدرت العديد من القرارات الدولية التي نصت على حق اللاجئين في العودة وإنهاء الاحتلال، فضلا عن صدور قرارات أخرى من مجلس الأمن، لكن جميعها أضحى لا قيمة لها أمام قانون الغطرسة الذي يحتكم إليه الاحتلال".
وأضاف: "رسالتنا اليوم للاحتلال والمهرولين للتطبيع، والأنظمة العربية التي تفتح عواصمها للصهاينة وتقفلها أمام العربي المسلم: لن نموت ولن نُعدم الوسيلة، وسنبقى نكافح ونقاوم حتى الرمق الأخير، ولن يكتب علينا أننا وقّعنا أو سلمنا أو تخاذلنا أو ركعنا".
وأكد أن "وعد بلفور" الذي أُعلن في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917، باطل، وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم لشعب واجه بلفور بالثورة تلو الثورة منذ فجر الثورة الفلسطينية، ومنذ قدوم أول صهيوني غازٍ محتل إلى أرض فلسطين، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني نزف الدم وقدم عشرات آلاف الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين والمشردين في المنافي والشتات، فلا يمكن ولو للحظة أن يتنازل عن حقه في أرضه، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ومن بحرها إلى نهرها.
وأضاف: "بوحدتنا سنُسقِط مشاريع التسوية والتطبيع والهرولة العربية المخزية نحو الاحتلال، التي تمثل ضربة لنضال الشعب الفلسطيني والدم العربي الإسلامي الذي نزف على أرض فلسطين"، مشددا على أن "وعد بلفور" لن يمحو حقائق التاريخ بأن فلسطين والقدس خالصة للشعب الفلسطيني.
ونبه إلى أن أمريكا والدول الداعمة للوعد المشؤوم أصبحت عاجزة عن توفير حماية حقيقية دائمة للاحتلال في أرض فلسطين، أمام إرادة شعبنا ومقاومته، حتى إن بعض المؤرخين الصهاينة باتوا يعدون العد التنازلي لكيان الاحتلال.
وقال قنديل: إن الشعب الفلسطيني يتعرض لمظلومية كبيرة، عادًّا بريطانيا وأمريكا وفرنسا وكل الدول التي صدّقت على "وعد بلفور" منذ بداية القرن الماضي، شريكةً في جرم وجود الاحتلال الذي استنزف دماء عشرات آلاف الأبرياء وهم يدافعون عن حقهم وقدسهم وأرضهم.
وأكد ضرورة الحفاظ على الأجيال الفلسطينية وتلقينها الرسالة الوطنية وتوعيتها بحقوق الشعب الفلسطيني التي لا يمكن سقوطها بالتقادم، منبها إلى أن سلسلة فعاليات ستنطلق في عدة محافظات رفضًا وتنديدًا بـ"وعد بلفور"، وتأكيدًا لحق شعبنا في أرضه.

