فلسطين أون لاين

"ازرع شجرة".. مبادرة لإحياء أسماء الشهداء الأطفال في العدوان الأخير

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

زرعت طواقم بلدية غزة 66 شجرة وشتلة تحمل أسماء الأطفال الشهداء في العدوان الأخير على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي، خلال حفل إطلاق مشروع مبادرة "ازرع شجرة"، بالتعاون مع نادي الدولفين وشركة الطارق للنظم والمشاريع.

وجاءت هذه الفعالية إحياءً لذكرى شهداء معركة سيف القدس بين المقاومة في غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مايو/ أيار الماضي.

وتهدف المبادرة إلى زيادة المساحات الخضراء في فلسطين من خلال دعم زراعة أشجار تحمل أسماء أصحابها صدقةً جاريةً أو في صورة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني.

وحضر حفل الإطلاق الذي نظم على شارع الرشيد شمال غرب مدينة غزة، رئيس البلدية د. يحيى السراج، ومساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية، ورئيس مجلس إدارة نادي الدولفين للرياضة المائية وائل بنات، ونائب رئيس المجلس مفيد أبو شمالة، وأعضاء المجلس طارق اسليم، وريم جعرور.

وتضمنت الفعالية، زراعة 66 شجرة في جزيرة واسعة وسط شارع الرشيد، في الجهة الشمالية من معسكر الشاطئ، غرب غزة، إذ إن كل شجرة تحمل صورة طفل واسمه، ممن قضوا في الغارات العنيفة التي شنها طيران الاحتلال الحربي خلال معركة سيف القدس.

وقال السراج: "نحيي ذكرى الشهداء بزراعة أشجار تحمل أسماءهم".

وعدَّ الأشجار "شيئًا مهمًا للشعب الفلسطيني يعبر عن امتداد جذوره في الأرض وعدم تخليه عنها، وبقائه صامدًا فيها".

وأضاف: "للمشروع عدة مزايا أهمها أنه يحقق شراكة محلية بين بلدية غزة وفئة الشباب ونادي الدولفين، بما يساعد في التواصل بين فئات المجتمع الفلسطيني، كما يساعد في زيادة المساحة الخضراء والإسهام في تنقية البيئة ومقاومة التسحر الذي يحدث في العالم".

وأكد السراج دعم بلدية غزة لمشروع "ازرع شجرة" وضمان استمراره وانتشاره في مدينة غزة وغيرها من محافظات القطاع الساحلي.

وأشار إلى أن المشروع يحقق عدة أهداف؛ منها تعميق العلاقة بين البلدية والمجتمع، وتأكيد الشراكة المستمرة والتنمية، وكذلك تعزيز العلاقة بين المؤسسات الفلسطينية غير الربحية، وهو يعطي فرصة للمتضامنين مع القضية الفلسطينية وشعبها للتعبير عن مدى تضامنهم ودعمهم لهذا الشعب الصامد المحاصر، بما يدلل على قوة القضية وعدالتها.

تقديرًا للشهداء

من جهته، أكد هنية أهمية الفعالية التي تأتي "تقديرًا ووفاءً لشهدائنا وعائلاتهم، وقد زرعوا أرواحهم ودماءهم في أرض الوطن فلسطين من بحرها إلى نهرها".

وأكد نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، أن مشروع "ازرع شجرة" يأتي ليحمل أسماء الأطفال الشهداء الذين ارتقوا في المعركة الأخيرة امتدادًا لمشروع بدأناه العام الماضي بزراعة 30 ألف شجرة على أعداد شهداء الثورة الفلسطينية.

وعدَّ هنية ذلك دليلًا على أن "شعبنا الفلسطيني بكل فئاته وطوائفه لن ينسى الشهداء الذين ارتقوا بأجسادهم، وأن أرواحهم ستبقى غالية على قلوبنا".

وأضاف: إن "شهداءنا ليسوا أرقامًا بل أرواح في الجنان وأشجار على الأرض تنمو نمو شهدائنا حتى نصل إلى أهداف هؤلاء الشهداء بتحرير الأرض والوطن والإنسان".

من جهته قال اسليم: إن "المشروع يأتي في سياق الحفاظ على الأرض، وفيه رسالة للجميع أننا شعب محب للسلام، نستبدل الدمار والحرب بالأشجار والخضرة والحياة".

وأشار اسليم في كلمة خلال الحفل، إلى مشاركة المجتمع المحلي ومتضامنين دوليين متعاطفين مع قضيتنا في هذا المشروع الذي يهدف إلى زيادة المساحة الخضراء في فلسطين.

وأضاف: "إن المشروع يعد صدقة جارية على شكل شجرة تزرع داخل فلسطين بداية من مدينة غزة ثم تنطلق إلى كل محافظات فلسطين".

وأكد أن الحديقة التي بدأ فيها المشروع ستحمل رمزية مهمة جدًا تخلد ذكريات عزيزة على الجميع ممن فقدوا أبناءهم وهم أطفال أبرياء.

وتوقع بحلول نهاية العام المقبل زراعة مئات الأشجار في إطار مشروع "ازرع شجرة"، ليس في قطاع فحسب، بل في أماكن مختلفة من فلسطين المحتلة.

أناديك.. ازرع شجرة

من جهته، قال رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس الأب مانويل مسلم، "أناديك لتزرع شجرة فتباركك أرضك المقدسة، وذكرك ينغرس معها، وتنغرس هويتك مع هويتها؛ إنكما أبناء فلسطين".

وأضاف مسلم في كلمة هاتفية خلال الحفل: "إن كنت في الشتات فاطلب أن يزرع أهلك شجرة في وطنك؛ حدد أنت نوعها وعمرها ومكان زراعتها وثق بأن أهلك في الوطن سيزرعونها لك في الوطن حيث أنت تريد".

وتابع: "حين تزرع شجرة تحب أرضك وشعبك وشجرتك"، مبديًا تأييده الشديد للمبادرين لمشروع "ازرع شجرة" غير الربحي، ويكتفي القائمون عليه بثمن شجرة وتسديد ثمن زراعتها إلكترونيًّا.

وألقت الطفلة جودي بكر، كلمة باسم الأطفال خلال الفعالية، أكدت فيها أن أطفال فلسطين حلموا بأن يلعبوا مع العصافير لكن هذه الأحلام دفنتها طائرات الاحتلال تحت الركام.

وقدمت الشابة أسيل الحلو، من قسم المبادرات والأنشطة المجتمعية في بلدية غزة، قصيدة شعرية من ديوان الشاعر محمود درويش، تحدثت عن الشجر والأرض.