فلسطين أون لاين

محروم من زيارته منذ نحو 5 أعوام

الأسير "عويضة".. مصيره المجهول كابوس يلاحق والده

...
فعالية تضامنية بغزة مع الأسرى في سجون الاحتلال تصوير/ محمود أبو حصيرة
غزة/ جمال غيث:

يعتصر الألم والحزن قلب جواد عويضة على نجله "مجد" الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، دون معرفة مصيرة أو مكان احتجازه، ولما يعانيه الأسرى من جرائم تمارسها إدارة السجون بحقهم.

ويحاول عويضة جاهدًا الاطمئنان على نجله مجد (23 عامًا) وظروف اعتقاله، لعله يطفئ نار شوقه وخوفه لكن دون جدوى، فهو محروم من الزيارة منذ نحو 5 أعوام بذريعة "المنع الأمني" الذي يمارسه الاحتلال كإجراء لعقاب الأسرى وذويهم.

واعتقل عويضة، الذي يعمل مديرًا لنادي المواهب الفلسطينية، في فبراير/ شباط 2016، وهو في طريقه إلى الضفة الغربية المحتلة عبر حاجز بيت حانون (إيريز) شمالي القطاع، للمشاركة في برنامج المواهب.

ويتهم الاحتلال الأسير عويضة باختراق وتشويش منظومة الطائرات والمطارات الإسرائيلية إبان عدوان 2014 على غزة، وإحداث حاله من الإرباك لجيشه ومنظومته العسكرية وآليات عدوانه، وهو ما نفته عائلته، إلا أنه حُكم بالسجن 9 أعوام.

عقوبات وعزل

ويقول والده: لا يزال مجد ورفاقه الأسرى في العزل الانفرادي، ويعانون الأمرين بفعل سياسة الاحتلال الظالمة بحقهم، فلم يعد باستطاعة عوائلهم الصمت تجاه ما يتعرضون له خلف أسوار السجون وحرمانهم من زيارتهم والاطمئنان عليهم أكثر من ذلك.

ويؤكد أن الاحتلال لا يزال يحرمه منذ ما يزيد على خمسة أعوام من زيارة ابنه، ويحاول الاطمئنان عليه من خلال الأسرى المفرج عنهم، داعيًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ممارسة دورها بالضغط على الاحتلال للسماح للأهالي بزيارة أبنائهم.

ويزداد خوف عويضة على نجله لعدم علمه بأي سجن هو معتقل، خاصة بعد عملية "نفق الحرية" وعزل ونقل الأسرى وتوزيعهم بين السجون، والاستيلاء على إنجازاتهم التي حققوها السنوات الماضية.

وينبع خوف عويضة على نجله، لكونه أسيرًا سابقًا أمضى 5 أعوام في السجون وأفرج عنه قبل توقيع اتفاق "أوسلو"، وصاحب تجربة لانتزاع حريته من سجن "النقب" نهاية ثمانينيات القرن الماضي، منبهًا إلى أن الاحتلال يمارسه بحق أسرى "نفق الحرية" والمتضامنين معهم جرائم عدة، بعزلهم انفراديا وحرمانهم من النوم والأكل، والاعتداء عليهم بالضرب، ومنع تواصلهم مع زملائهم في السجن والعالم الخارجي.

ويضيف عويضة عن فترة اعتقاله بأنه "بعدما كشفت إدارة السجن محاولتي لانتزاع حريتي، اعتدت عليّ بالضرب إلى أن كسرت يدي ورجلي اليمني، وتركتني نحو 3 أشهر في العزل الانفرادي، إلى أن مارس الأسرى والصليب الأحمر ضغوطًا على الاحتلال لإنهاء عزلي".

وأوضح أن ما تعرض له في السجن يجعله في حالة قلق وتخوف مستمر حول مصير ابنه ورفاقه الأسرى، داعيًا إلى تشكيل حالة ضغط مستمرة على الاحتلال وإدارة سجونه لمنع تغولهم على المعتقلين.

مخالفة دولية

واعتبر جرائم الاحتلال ضد الأسرى في السجون مخالفة للأعراف والقوانين الدولية، متسائلا بغضب: "أين دور السلطة ووزارة الخارجية مما يتعرض له الأسرى في السجون؟ وأين المؤسسات الدولية والإنسانية المعنية بقضايا الأسرى تجاه ما يتعرض له أبناؤنا خلف القضبان؟".

وتابع أن الأسرى بحاجة إلى كل تضحية، وحراك قوي يشارك به الكل الفلسطيني على الصعيد المحلي والدولي يرقى لمستوى تضحياتهم ونضالهم في السجون.

ولا يتوانى عويضة عن المشاركة في الفعاليات التي تنظم لدعم وإسناد الأسرى، والدعوة لإطلاق سراحهم ووقف جرائم الاحتلال بحقهم، وحث "الصليب الأحمر" والمؤسسات الدولية والحقوقية على حمايتهم.

وطالب عويضة المقاومة الفلسطينية لإنجاز صفقة تبادل مشرفة أسوة بـ"وفاء الأحرار" تنهي معاناة الأسرى وذويهم، وكذلك الكل الفلسطيني بالالتفاف حول قضاياهم.