الصحافة التركية تنشر تفاصيل مثيرة عن تفكيك المخابرات التركية شبكة تجسس تابعة للموساد الإسرائيلي تعمل في تركيا، والخلية الكبيرة التي تعمل هناك منذ سنوات مقسمة إلى خمس مجموعات، وعلى صلة بقيادة توجد في ألمانيا، وتقوم مجموعات الخلية بالتجسس على الصناعات العسكرية التركية، وعلى الفلسطينيين الذين يسكنون هناك، ولا سيما في منطقة باشاك شهير.
اللافت للنظر في قضية التجسس هذه أن الاتفاقيات بين تركيا ودولة الاحتلال تمنع التجسس، وتعد أعمال التجسس على أراضي الآخر مخالفة وجريمة، وهذا الكشف مزعج لدولة الاحتلال كما هو مثير لأعصاب الدولة التركية، في ظل علاقات متوترة بينهما، وفي ظل اتهام (إسرائيل) لتركيا بمساعدة الفصائل الفلسطينية، ووصف أردوغان (إسرائيل) بالدولة الإرهابية، بسبب عدوانها المتكرر على غزة.
الكشف عن خلية التجسس يعني أن صفعة قاسية وجهتها المخابرات التركية لوجه الموساد الإسرائيلي، وربما تحصل تركيا على معلومات إضافية عن خلايا الموساد المنتشرة في دول مجاورة لتركيا.
تركيا الحكومة في وضع من يملك أوراقًا قوية ضد دولة الاحتلال، لذا بادرت قيادات من حكومة الاحتلال بالسفر السريع لأنقرة لدراسة الأوضاع وبحث المساومات الممكنة.
ما يهمني هنا ليس ما حدث على الأرض التركية، مع أنه مهم لكل فلسطيني وعربي وتركي، الذي يهمني هو هل يطول اليوم الذي تعلن فيه دولة الإمارات وكذا مملكة البحرين، ودولة السودان والمغرب، اكتشاف خلايا تجسس للموساد الإسرائيلي تعمل على أراضيها ضد الدولة، وضد الفلسطينيين، وضد جهات أخرى تستهدفها المخابرات الإسرائيلية؟!
أقول إن هذا اليوم ليس بعيدًا، وإن غدًا لناظره قريب، وسنسمع عن اكتشاف هذه الدول لخلايا تجسس صهيونية تعمل في صفوف مواطنيها، وتجندهم ضد دولهم، وحسبنا أن نستشهد على توقعاتنا بما اكتشفته مصر في عهد مبارك، وبما اكتشفه الأردن، بل بما اكتشفته أمريكا وبريطانيا، ولا تنسوا خلية الموساد التي اغتالت القائد الفلسطيني محمود المبحوح في دبي وغادرت الإمارات بسلام! غدًا قد تكون الدولة هدفًا للموساد!
(إسرائيل) دولة لا تستطيع أن تعيش دون التجسس على الدول الأخرى، وهي ترى أن لديها إمكانيات هائلة في هذا المجال، وتعتمد كثيرًا على توظيف مواطني الدول المستهدفة لأنشطتها في مقابل المال والنساء، وهي لن تتوقف عن ذلك حتى تتوقف عن نزعتها العدوانية العنصرية، وعن طموحها للسيطرة على الشرق الأوسط، بل والعالم، وفق الأساطير الصهيونية التي تحرضهم على هذه السيطرة، التي يكون فيها الأغيار خدمًا لهم!