فلسطين أون لاين

تأهل للمنافسة دوليًّا على جائزة أنظمة المياه الإيطالية

تقرير "والتر".. مشروع ريادي فلسطيني يعالج المياه الرمادية ويشجع الترشيد

...
غزة/ مريم الشوبكي:

نجح الطالبان عبد الفتاح شحادة وآية عودة بابتكار نظام لمعالجة المياه الرمادية، ويوجدان حلا لمشكلات نقص المياه بسبب سرقة الاحتلال الإسرائيلي لها، وتلويثها أيضا، إذ يمكن من خلال الابتكار توفير أكثر من 40% من المياه المستهلكة في المنشأة الواحدة.

وحصد الطالبان في جامعة النجاح الوطنية جائزة (Watermydien) الإيطالية، وهي تختص بالمشاريع الريادية الخاصة بأنظمة المياه، وذلك بحصولهما على المركز الأول عربيًّا، أهلهما مباشرة للتصفيات النهائية لاختيار المشروع الريادي الأفضل على مستوى العالم.

آية من طولكرم هي طالبة في السنة الثالثة لتخصص العلاقات العامة في جامعة النجاح، أما عبد الفتاح من نابلس طالب في السنة الرابعة لتخصص هندسة الميكاترونيكس.

تتحدث آية (20 عاما) عن الابتكار الذي أسمياه "والتر" (WALTER)، بأن فكرته جاءت خلال تبادل الحديث مع عبد الفتاح عن مشكلات المياه التي تعانيها المدن الفلسطينية من انقطاع لساعات طويلة، واضطرار السكان إلى شرائها، "حينها لمعت في ذهني فكرة إعادة معالجة المياه المنزلية".

تضيف آية لـ "فلسطين": "منذ ثلاث سنوات عرضنا الفكرة على مختصين في الجامعة، وقدموا لنا الدعم حتى نضجت الفكرة، ونفّذناها وأصبحت مشروعًا رياديًا يمكننا المنافسة به في المسابقات الدولية".

ما المياه الرمادية؟

وعن ماهية المياه الرمادية، توضح بأنها ليست المياه العادمة كما يعتقد البعض، وإنما هي المياه الناتجة عن الاستخدام المنزلي في أثناء غسل الأيدي، والأواني، والاستحمام، فنسبة التلوث في هذه المياه ليست عالية، وهي قابلة للمعالجة، ولكن ليست قابلة للشرب، إذ يمكن استخدامها في المراحيض وسقاية المزروعات.

وتبين صاحبة فكرة "والتر" أن المياه الرمادية الناتجة عن عملية التنظيف تنتقل عبر النظام إلى خزان، ومن ثم تدخل في مرحلة فلترة كاملة، ومن ثم تعقيم بنسبة معينة من الكلور، ومن ثم تنتقل إلى المراحيض عبر نظام مخصص لذلك.

وتقول إن هذه المياه ستكون مميزة بعلامة تدلل على أنها مكررة، إذ ستخرج ملونة ومعطرة، وهنا يترك للشخص استخدام المادة العطرية التي يريد إضافتها.

وتوضح أن النظام طبق في البداية على مستوى البيوت بوضعه تحت حوض الاستحمام، ومن ثم توسعت إلى المنشآت العامة كالمدارس والجامعات، وأثبت نجاعته.

وعن الصعوبات التي واجهت الطالبان في أثناء تنفيذ مشروعهما، تذكر أنهما يواجهان صعوبة في إقناع المستهلك في السوق المحلي بالابتكار الجديد، وافتقارهما إلى مهارات التسويق والوصول إلى الفئة المستهدفة، وعدم وجود ممول يمكنهما من تصنيع هذا النظام وبيعه على نطاق واسع.

وتقول آية وعبد الفتاح إن فوزهما بالجائزة ليس فوزا ماديا، بقدر نجاحهما في بتوصيل رسالة لكل العالم بأهمية ترشيد استهلاك المياه، واستطاعتهما تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والأهم تمثيل فلسطين في المحافل الدولية.

ويخطط الطالبان لتطوير "والتر" ليصبح نظاما يدعم المزارعين، ويوفر لهم المياه لسقاية المزروعات بدلا من شرائها، والتي تكلفهم مبالغ عالية يوميًا.

ويطمح الشابان إلى إنشاء شركة "والتر" لتقديم علاج للمشكلات البيئية والمياه الموجودة في المجتمع الفلسطيني، ليكون لهم خط إنتاج يمكنهم من تصنيع كميات كبيرة من النظام وإفادة المجتمع المحلي بها.

ويدعوان المستثمرين لدعم المشاريع الريادية، لتخرج من دائرة المشاريع الصغيرة، وتفيد شريحة أكبر من المجتمع وتقدم حلولًا لأعداد كبيرة من الناس.