ندد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" بعملية التخريب التي طالت تماثيل الأسود في دوار المنارة في رام الله، وأنا أعتقد أنه عمل تخريبي مرفوض ويعاقب فاعله، ولكن تنديد "فدا" حمل ما هو أسوأ من جريمة المنارة، إذ عد تلك الجريمة الفردية التي قام بها شاب مضطرب نفسيًّا ويتعاطى المخدرات حسب تقرير الشرطة "ردة وانتكاسة تريد العودة بالجمهور الفلسطيني إلى الوراء نحو حقب التخلف والسلفية والمحافظة والانغلاق، ومحاولة لفرض الثقافة المشوهة التي "ينادون" بها لتسير في الاتجاه المعاكس لأجواء الانفتاح والتعايش والتسامح ... إلخ".
بكل صراحة ووضوح نحن نرفض رفضًا تامًّا التطاول على ديننا وعقيدتنا وثقافتنا الإسلامية الممتدة أكثر من 1400 سنة بذريعة الدفاع عن "عمل فني" لا يعني الكثير للشعب الفلسطيني ولا يزيد عمره على 70 عامًا، فلا يحق لأحد المس بعقيدة الشعب الفلسطيني بالتصريح أو التلميح بسبب ذريعة تافهة أو حدث جلل، إذ لا يوجد أي مسوغ لهذا الاعتداء على عقيدة المسلمين، خاصة من المحسوبين على شعبنا.
يقولون إن هناك من ينادي بفرض ثقافة مشوهة على شعبنا ليسير في الاتجاه المعاكس لأجواء الانفتاح والتعايش والتسامح، الانفتاح والتعايش والتسامح هي سمات أساسية لثقافة المسلمين، ولا يمكن أن تدعي بعض الأحزاب العلمانية أو غير الدينية أنها الحاضنة لتلك الخصال الحميدة، وتجربتنا فيها الكثير من الشواهد على أن الأحزاب البعيدة عن الدين هي أكثر الأحزاب خطرًا على تماسك الأمة، وأنا هنا لا أتحدث عن الأحزاب الفلسطينية بل عن الأحزاب في الوطن العربي عامة.
الذين يريدون فرض ثقافة مشوهة على الشعب الفلسطيني هم الذين يحتسون الخمور ويتراقصون في الأماكن المقدسة، وهم الذين يسوقون لأغانٍ تدعو إلى فتح البارات والخمارات، وهم الذين يشيدون مدنًا للانحلال الأخلاقي، وهم الذين يتبنون اتفاقيات تسمح بالإباحية والتفكك الأسري مثل اتفاقية سيداو، هؤلاء من يريدون فرض ثقافة مشوهة على شعبنا ولن ينجحوا ولن يفلحوا في فرضها بإذن الله.
ختامًا إنني أطالب فصائل العمل الفلسطيني كافة بوضع حد للتطاول على عقيدتنا وتاريخنا وثقافتنا الإسلامية، وذلك بالتواصل مع كتبة البيانات ومصدري التصريحات ممن لا يعرفون مدى خطورة ما يفعلون، لتفادي كل ما من شأنه إثارة الشارع الفلسطيني وتعريض السلم الأهلي للخطر.