فلسطين أون لاين

تقرير اعتداءات المستوطنين تحرم المزارعين الوصولَ إلى أراضيهم في الضفة

...
غزة/ صفاء عاشور:

مرة واحدة في السنة أو مرتين هذا عدد المرات التي تسمح بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمزارع "إسماعيل أنيس" من مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بزيارة أرضه القريبة من المستوطنات الإسرائيلية في تلك المنطقة.

ورغم أن المزارع "أنيس" ولد في هذه الأرض أثناء قيام والدته بحراثتها وعاش ما يقرب من 50 عامًا فيها يزرع ويحصد ويأكل من خيرها، إلا أن التمدد الاستيطاني وقطعان المستوطنين حرموه زيارتها أو حتى الاقتراب منها.

فالحاج "إسماعيل" ذو الستين عامًا الذي لديه 3 قطع من الأرض تتجاوز مساحتها 500 دونم تقع بالقرب أو داخل المستوطنات الإسرائيلية، أصبح محرومًا من زيارتها بسبب تعنت الارتباط الإسرائيلي الذي يشترط عمل تنسيق من خلاله لزيارة أرضه.

يقول أنيس في حديث لـ فلسطين": "منذ بناء المستوطنات بالقرب من أرضي التي تقع في منطقة مصنفة (ج) أصبحت إمكانية زيارتها صعبة، وإن تمكن من زيارتها نتعرض لاعتداءات المستوطنين الموجودين في المنطقة".

ويضيف:" نزور الأرض في المواسم الزراعية مثل قطف الزيتون الذي يعتمد على المياه البعلية، وعند التواجد في الأرض يعتدي علينا المستوطنون بالحجارة، وإطلاق النار، وإتلاف المحصول، وقطع الأشجار أو حرقها، وإلقاء مياه كيماوية أو عادمة تقتل النباتات، وإطلاق الخنازير وغيرها من الوسائل التي تدمر المحاصيل".

ويشير أنيس إلى أن كل اعتداءات المستوطنين تتم تحت أعين جنود الاحتلال الذين لا يتحركون إلا إذا تصدى الفلسطيني للمستوطن فتحبسه رغم أنه كان يدافع عن نفسه وأرضه، لافتًا إلى أن هذه التجاوزات مستمرة منذ عدة سنوات دون أن يكون هناك أي رادع لاعتداءات المستوطنين المستمرة.

من جانبه، أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس أن اعتداءات المستوطنين مستمرة وهي في تزايد كل عام، لافتًا إلى أن هذه الاعتداءات تتصاعد في المواسم الزراعية الهامة مثل قطف الزيتون.

وأوضح دغلس في حديث لـ"فلسطين" أن المستوطنين يستهدفون أشجار الزيتون وخاصة المعمرة لإيصال رسالة للمزارع الفلسطيني أن لا جدوى من قيام المزارع بالتوجه لأرضه والاهتمام بها لأن مصيرها سيكون الحرق أو القص.

وقال: "إن المستوطنين يعرفون قيمة شجرة الزيتون عند المزارع الفلسطيني، ويعرفون أن خلعها أو حرقها يعني حرق قلب الفلسطيني، لذلك لا يتوقفون عن اعتداءاتهم تجاهها خاصة في وقت مواسم القطف واستفادة المزارع منها".

وأضاف: "ورغم كل ما يتم حرقه وقطعه من أشجار يعود المزارع الفلسطيني لزراعتها من جديد بل وأكثر من عددها، وعلى الرغم من أن بعض الأشجار لا تعطي ثمارًا إلا بعد عدة سنوات قد تتجاوز الخمس إلا أن المزارع يصر على إعادة زراعتها ردًا على اعتداءات المستوطنين".

ونبه دغلس أن حملات استهداف والاعتداء على الأراضي الزراعية من المستوطنين زادت في الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن اتسعت رقعة الاستيطان في الضفة الغربية، مبينًا أن الأبراج العسكرية الإسرائيلية تقوم بحماية المستوطنين المعتدين على الأراضي الزراعية.

وبين أنه يتم حماية المزارعين في أوقات قطف أشجار الزيتون من خلال عمل أيام تطوعية لدعمهم والوقوف إلى جانبهم، أما في الأيام العادية فالأمور تصبح صعبة بسبب وجود الأراضي الزراعية بالقرب من المستوطنات.

وذكر دغلس أن الخسائر التي يتكبدها القطاع الزراعي بسبب اعتداءات المستوطنين على الأراضي الزراعية تزيد كل عام، مشيرًا إلى أن الأوضاع في الأراضي الزراعية التي يستهدفها المستوطنون صعب للغاية، والأصعب هو توفير حماية فلسطينية لها.

المصدر / فلسطين اون لاين