فلسطين أون لاين

الأكاديمية الإلكترونية من غزة تطوف 85 دولة لتحفيظ القرآن

...
غزة/ مريم الشوبكي:

يجلس سعيد حمد على مكتبه واضعا السماعات على أذنيه، ومن شاشة "لاب توب" يعلم طلابه من جميع دول العالم أحكام التجويد باللغة الإنجليزية عبر برنامج الزوم، ويعلم أيضًا اللغة العربية لغير الناطقين بها، ويتواصل معهم باللغة الإندونيسية.

المعلم سعيد حاصل على بكالوريوس لغة إنجليزية، بدأ العمل في الأكاديمية الإلكترونية لتعليم القرآن والسنة التابعة لدار القرآن والكريم بغزة منذ عامين، وهو حافظ للقرآن الكريم كاملا وحاصل على السند من الدار نفسها.

سعيد (24 عاما) من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، استطاع الدمج بين دراسته الأكاديمية والمهنية، حيث استفاد من إلمامه بالعلوم الشريعة وحفظه القرآن بتدريسه لغير الناطقين باللغة العربية دون مترجم.

يقول لـ"فلسطين": "أدرس مساقات باللغة الإنجليزية، وأخرى بالإندونيسية، وأعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وبدأت مشواري بتدريس القاعدة النورانية باللغة الإنجليزية للذكور فقط، ولاقت إقبالًا كبيرًا من مختلف دول العالم".

وبخلاف ذلك اكتسب تعلم اللغة الإندونيسية من خلال تدريسه لطلاب إندونيسيين، يضيف: "قدمت دورات لطلاب إندونيسيين يتقنون اللغة العربية، وبعد الانتهاء من الدورات كنت أستفيد منهم بصفتهم مترجمين لأهاليهم وأصدقائهم الملتحقين بالدورة، فاكتسبت بعض الكلمات التي تفيدني في القراءة، ومن ثم أصبحت أدرس مساق تعليم القرآن الكريم في إحدى المدارس هناك".

ويتابع: "ألفت كتابًا لمساق أحكام التجويد، وتواصلت مع مترجمين إندونيسيين من أجل ترجمته للإندونيسية، وعملت المدرسة على طباعته بعد اعتماده ضمن المنهاج".

ويبين سعيد أن بعض الدورات يصل عدد الطلبة فيها إلى 40 طالبا، يمكنه من خلال الحديث معهم دمج أكثر من لغة في المحاضرة، حتى لا تكون فجوة في التواصل.

قبل التعليم الإلكتروني عمل سعيد محفظًا للقرآن في دار القرآن الكريم بمدينة غزة، فما الذي اختلف عليه؟ يجيب: "تجد الطلبة الذين يتواصلون عبر الإنترنت حريصين على العلم ولديهم تقدير للمعلم، بهذه الطريقة يصبح التعليم ممتعًا جدًا فهو فضاء واسع لتعلم أكثر من لغة، واكتساب خبرة أوسع لتدريس أكثر من مساق".

برامج علمية وشرعية

بدوره يبين مدير الأكاديمية الإلكترونية محمد حمد أنها تقدم باقة من البرامج العلمية والشرعية، منها برنامج خير جليس لتحفيظ القرآن للمسلمين حول العالم وهو البرنامج الأساسي التي قامت عليه الأكاديمية، ويمكن لأي طالب من أي دولة حول العالم حفظ القرآن.

ويوضح حمد لـ"فلسطين" أن عملية التدريس يقودها 20 معلما، يتواصلون مع طلاب من 85 دولة، وكل معلم لديه حلقة مكونة من 25 طالبا عليه أن يتم حفظ القرآن في سنتين.

وعن الأسس التي تم اختيار المعلمين على أثرها، يذكر أن المقرئين من حفظة القرآن الكريم كاملا، ومنهم من سمَّع القرآن على جلسة واحدة، ومنهم من هو حاصل على السند المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومسندا بالقراءات العشر، ويجيد العلوم الشرعية الأخرى.

ويشير إلى دورات رديفة منها: دورة الأحكام، وآداب القرآن الكريم، ودورات باللغة العربية، إضافة إلى برامج أخرى: الماهر في اللغة العربية، والنحو والصرف، والبلاغة، والعروض في الشعر، وغريب اللغة العربية، وبرنامج علوم القرآن، وغرس الفقه، والإجازة بمرويات السنة.

كما تضم الأكاديمية برامج نوعية كحفظ "متن الشاطبية والألفية" التي تضم ألف بيت، حيث يستمع لها الطلبة من خلال المعلم، وهذا شيء صعب، لكن بحمد الله نبدأها، والتحق بها أكثر من 40 طالبًا، تبعًا لحمد الذي يلفت إلى أن الأكاديمية تقدم دورات باللغة الإنجليزية للذين لا يجيدون العربية، وبعض الدورات تقدم بالإنجليزية.

ويلفت إلى أن الأكاديمية تأسست في عام 2015 على نحو بسيط من مقرئ لقارئ، وفي عام 2019م أصبحت ثلاث غرف، ومنذ انطلاقها مع بداية أكتوبر أسس 15 غرفة يتناوب فيها المعلمون على فترتين من الساعة 8 صباحا حتى 7 ليلا.

ويذكر مدير الأكاديمية أن هناك 3000 طالب ملتحقين ببرامج الأكاديمية المختلفة، التي انطلقت منذ أسبوعين.

وعن إمكانية التحاق أي طالب بالأكاديمية، يجيب: "إذا كانت مدة الدورات طويلة يخضع المتقدمون لمقابلات، أما إذا كانت قصيرة يلتحق بها من أراد ذلك".