فلسطين أون لاين

خلال فعاليات "أسبوع المكتبات"

طلاب غزة يتعرفون على المخزون المعرفي داخل مدارسهم

...
غزة/ مريم الشوبكي:

يدق جرس الاستراحة لتقصد جموع الطالبات فناء المدرسة، أما هنادي أبو العوف فتقصد المكتبة المدرسية لتقضي وقتها المعدود في القراءة أو استعارة أحد الكتب.

وسلكت هنادي، طريق القراءة خلال فعاليات أسبوع المكتبات الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم في أكتوبر من كل عام، وكانت حينها في الصف الرابع الابتدائي ليكبر معها حب القراءة.

تقول هنادي (17 عامًا): أصبح لدي نهم كبير لقراءة الكتب ولا سيما للكتاب المعاصرين مثل: أيمن العتوم وكريم الشاذلي.

وفي المدرسة كانت تقرأ لكتاب قدماء "فكنت أشعر أن كتاباتهم تفوق إدراكي العمري.. لكن اكتشفت في النهاية أنها شكلت لدي معرفة وإلمامًا بالكثير من المعلومات" وفق رأيها.

كما كان للمكتبة المدرسية أيضًا أسلوب لجذب حافظ صبيح (12 عامًا) للقراءة، التي تعرف عليها من خلال مدرس اللغة العربية في مرحلته الإعدادية.

شغف حافظ بالقراءة كبر بداخله، فأصبح يتردد على المكتبة دومًا لاستعارة أحد الكتب التاريخية عن القدس والمسجد الأقصى المبارك أو الروايات القصصية.

تقول والدته أفنان لصحيفة "فلسطين": "لا أتذكر يومًا دخلت مكتبة المدرسة، لم أكُن أعلم أن هناك مكتبة، ولم يكُن هناك فعاليات تعرفنا بها أو تحثنا على القراءة.. لذا تفاجأت من (حافظ) حينما وجدته يعود بكتب ليقرأها من روايات وكتب تتحدث عن القضية الفلسطينية".

ويطالب خالد حرب الطالب في الصف الثامن الإعدادي، بتفعيل دور المكتبات على مدار العام وليس فقط ضمن فعاليات أسبوع المكتبات، وبإدخال الكتب العصرية للكتاب الجدد.

ويعبر خالد عن شغفه بالقراءة خلال حديثه لـ"فلسطين"، لكن المشكلة التي تواجهه أنه "لا يوجد أمين مكتبة متخصص لمساعدتي على انتقاء الكتب، وتقديم النصائح".

التعليم الوجاهي

وقال مدير دائرة المكتبات في وزارة التربية والتعليم بغزة ماجد لولو: إن الوزارة تحتفل بأسبوع المكتبات المدرسية لتقدم أفضل خدماتها للمجتمع المدرسي والمحلي.

وأوضح لولو لصحيفة "فلسطين" أن هذا الأسبوع يأتي في إطار إحياء القراءة في المجتمع المدرسي بعد عامين من غياب التعليم الوجاهي، وغياب دور الكتاب وآليات التواصل معه.

وأكد أن "الطالب المثقف قادر على البناء والعطاء، وحل مشكلاته الدراسية من خلال البحث عنها".

وشدد على أن الوزارة تسعى إلى إيجاد مكتبة في كل مدرسة مع وجود أمين مكتبة متخصص يديرها؛ لما لذلك من دور أساسي في عملية التعلم.

لكن لولو أشار إلى جملة معيقات تواجه تطوير المكتبات متمثلة بالحصار الإسرائيلي وتردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.

يذكر أن فعاليات "أسبوع المكتبات" ينفذ من خلال عدة أنشطة منها: الإذاعة المدرسية، والحصص المكتبية، والمسابقات والمخيمات القرائية، والرسومات، والورش واللقاءات التوعوية، واستضافة شخصيات ثقافية.

ويهدف الأسبوع -بحسب وزارة التربية والتعليم- إلى تدريب الطلبة على الاستفادة من خدمات المكتبات وتنفيذ مبادرات هادفة من قبل المعلمين والطلبة وأمناء المكتبات، وإبراز دور المكتبة في دعم وخدمة المناهج الدراسية عدا عن المشاركة في المناسبات العربية والعالمية المتعلقة بالمكتبات، وإظهار البيئة الجمالية للمكتبة ودورها في خدمة المجتمع

المحلي.

المصدر / فلسطين أون لاين