فلسطين أون لاين

هل سقط عملاق الشبكات الاجتماعية فيس بوك؟

التعطل الكامل لمنصات شركة فيس بوك (فيس بوك، وواتس أب، وإنستغرام) مساء الاثنين 4 أكتوبر 2021 سبع ساعات فقط أعاد طرح تساؤلات قديمة عن سيطرة تلك الشبكات على حياتنا اليومية، في كل جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولا شك أن شبكات التواصل الاجتماعي قد سيطرت على النشاط الإنساني بشكل متسارع، وبصورة لا يمكن التشكيك فيها، فلا يكاد إنسان من بين 7.8 مليار على كوكب الأرض يخلو من نشاط مباشر أو غير مباشر على تلك الشبكات، حتى الطفل الذي يولد الآن يحظى بصورة أو مقطع فيديو على تلك الشبكات.

العطل الأبرز أصاب شركة فيس بوك، لكن شبكات ومواقع تجارة إلكترونية قد تأثرت، إذ شكا المستخدمون في مدة عطل فيس بوك نفسها صعوبات في الوصول إلى محرك البحث جوجل، وتليجرام، وأمازون.

وبعد منتصف تلك الليلة تمكنت فيس بوك من إصلاح العطل بالتدخل اليدوي المباشر، وقد أوضحت الشركة أن السبب الرئيس لانقطاع خدمة الاتصال هو تغييرات في إعدادات أجهزة (الراوتر) الرئيسة تسببت بحدوث مشاكل أدت إلى انقطاع خدمة الاتصال، وكانت قد نفت أن يكون العطل ناتجًا عن هجمات خارجية، وهذا يرجح أن ثمة أخطاء داخلية كبيرة قد أوقفت هذا العملاق تمامًا، إذ أفادت تقارير أنه حتى موظفو الشركة لم يستطيعوا تجاوز البوابات الإلكترونية التي لم تتعرف إلى بطاقاتهم الأمنية، وذكرت التقارير أنه لم يكن يعمل داخل شركة فيس بوك سوى خدمة البريد الإلكتروني.

صحيح أن شبكات التواصل كثيرة وتعد بالعشرات، ولكن من بين أشهر 18 شبكة عالمية تتربع شبكة فيس بوك على عرش تلك الشبكات من حيث الشهرة وعدد المستخدمين، إضافة إلى التفاعل اليومي والاعتمادية اليومية. فشبكة فيس بوك تضم قرابة 2.9 مليار مستخدم، أي ما نسبته 37% من سكان العالم.

وتعد مقاطع الفيديو القصيرة (ستوري) أو الطويلة أو البث المباشر من الأكثر جذبًا للمستخدمين والزوار، إذ تحصل الشبكة على أكثر من 8 مليارات مشاهدة للبث المباشر يوميًّا، وتحظى بـ100 مليون ساعة مشاهدة يوميًّا من الفيديو، ويستخدم قصص فيس بوك (ستوري) 500 مليون شخص يوميًّا.

ولعل بعضًا يتساءل عن مصدر ربح تلك الشبكات التي توفر الاستخدام المجاني لمشتركيها، ولتبسيط الموضوع أستعرض لك شيئًا عن مصادر عائدات فيس بوك، إذ تشكل الإعلانات ما نسبته 98% من عائدات فيس بوك عبر 10 ملايين معلن، علمًا أن 47% من عائدات الإعلانات تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، رغم أنها تضم 101 لغة عالمية.

هذه الشبكة تنمو نموًّا مستمرًّا وسريعًا؛ فهي تحظى بـ400 مستخدم جديد كل ثانية، ويتصفح كل مستخدم فيس بوك 8 مرات يوميًّا، إذ يقضي كل مستخدم ما متوسطه 35 دقيقة يوميًّا، وهناك نحو 4 ملايين إعجاب كل دقيقة.

إن فيس بوك ليست مجرد شبكة تواصل يمكن أن تسقط بسهولة، رغم أن أزمة تعطلها الأخير قد ألقت بظلال قاتمة على سمعتها، وقيمة أرباحها التي تراجعت بنسبة 6%، وهذا يعني خسارة المليارات في كل ساعة، لكن كل منافسيها الذين حصلوا على ملايين المستخدمين الجدد يواجهون تحدي شمولية الشبكة، فهي تضم أكبر وأوسع خدمات متكاملة مقارنة بغيرها، إذ توفر خدمة الكتابة بشكل مفتوح نسبيًّا، وخدمات الصور المتعددة، والفيديوهات الطويلة، والقصص القصيرة، كما أنها رائدة في البث المباشر، ولا تكاد توجد شبكة تضاهيها في تلك الخدمات، مع التذكير أن أكبر منافساتها مثل تويتر وتليجرام وسناب شات تضم بعضًا من خدمات فيس بوك وليس كلها.