إذا أهملت المرأة النصائح الغذائية التي ينصح بها الطبيب المتابع لحالتها؛ فالنتيجة ليست فقط أضرارًا على صحتها، ولكن أيضًا على صحة الجنين في بطنها في حالة الحمل.
فالمرأة التي تهمل في غذائها، فتتناول ما لذ وطاب من الطعام المشبع بالدهون والحلويات، خاصة في شهر رمضان الكريم؛ فلا شك أن هذا سيؤدي إلى زيادة الوزن الذي قد يؤدي إلى إصابة المبيض بضعف نشاط في التبويض، إذ تتراكم الدهون حول المبيض، وتبدأ الدورة الشهرية في الانقطاع، وتضعف فرص الحمل، وهكذا تدور المرأة في دائرة مغلقة، والنصيحة الدائمة من طبيب النساء والتوليد للتي زاد وزنها عن المعدل الطبيعي هي: "عليكِ بالرياضة والالتزام بالعادات الغذائية السليمة، والابتعاد عن تناول الدهون المشبعة والحلويات، وكل ما يزيد الوزن، حتى تحافظي على صحتك العامة وصحتكِ الإنجابية".
وزيادة الوزن لا تؤثر فقط في نشاط المبيض، بل تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واحتمالية الإصابة بالسكر، ما قد يُعرّض المرأة في حالة الحمل إلى الإصابة بسكر الحمل الذي قد يصل إلى مرحلة الإصابة الدائمة بمرض السكر من الدرجة الثانية، وأيضًا يعرض المرأة لزيادة الشعر في جسمها.
وفي الحالة العادية للمرأة الحامل ينصحها الطبيب بزيادة وزنها كيلو جرام شهريًّا في الأشهر الستة الأولى من الحمل، ثم 2 كيلو جرام شهريًّا في الأشهر الثلاثة الأخيرة، أي أن مجموع ما تزيده المرأة الحامل من وزن خلال مدة الحمل عبارة عن 12 كيلو جرام، فإن زادت أقل من 8 كيلو جرامات؛ فهذا خطر على صحتها.
ووفقًا لهذه النصيحة الدائمة من الطبيب للمرأة الحامل بتناول الطعام المفيد سهل الهضم لا المُعقد إن التزمت الحامل بتعليمات الطبيب فسيمر حملها بهدوء، أما لو لم تلتزم فسيرتفع ضغط الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين، أو وفاة المرأة نفسها، أو تسمم الحمل، أو سكر الحمل، وبالتالي عيوب خلقية في الجنين، وزيادة وزن الجنين وزيادة المياه حوله؛ وقد يلجأ الطبيب إلى الإسراع في عملية الولادة قبل الموعد المحدد إنقاذًا للجنين والأم، وتكون ولادة قيصرية، فقد يحدث ما لم يحمد عقباه في الولادة الطبيعية، إذ يمكن أن يخرج رأس الجنين ولا يخرج جسمه، وهنا يكون احتمال حدوث مضاعفات للجنين قائمة.
إن لم تلتزم المرأة الحامل بتناول الكميات المناسبة من الحديد في الغذاء أو دواء؛ فقد يصاب كل من المرأة وطفلها بالأنيميا، والمرأة الحامل التي تعاني من الأنيميا هي الأكثر عرضة للإصابة بالنزف في أثناء الولادة، وإن اضطرت الحامل المريضة بالأنيميا إلى الولادة القيصرية فقد يصعب التئام الجرح وقد يتقيح، أما الجنين إذا أصيب بالأنيميا نتيجة لأنيميا الأم فقد يولد ناقص النمو أو صغير الحجم "ناقص الوزن"؛ فيضطر الطبيب إلى وضعه في الحضانة.
إذا حدث وأهملت الأم الاستماع إلى نصائح الطبيب بتناول الأغذية الموجود بها الزنك الطبيعي، أو أهملت تناول أقراص الزنك؛ فقد تصاب بحالات الشد العضلي نتيجة نقص الزنك، ليس هذا فحسب، بل إن المرأة الحامل التي تهمل هذه العناصر المهمة من حديد وزنك وكالسيوم قد تلد طفلها قليل المهارات ضعيف الذكاء.