رفض الشعب العربي البحريني زيارة الإرهابي يائير لبيد وزير خارجة العدو إلى مملكة البحرين، رفض الشعب الزيارة، ورفض السفارة، وخرج بمظاهرات ضد التطبيع، ترفع شعار (البحرين ترفض الصهاينة).
والحقيقة أن البحرين لا ترفض الصهاينة وحدها، وإنما كل الشعوب العربية ترفض الصهاينة، وتنبض بالحب والانتماء لأرض فلسطين، وهم يعرفون أن رفضهم السفارة والسفير الصهيوني على تراب البحرين لا يعد دفاعاً عن الحق العربي في أرض فلسطين، ولا دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى، بل هو دفاع عن منطقة الخليج العربي في وجه المؤامرة الإسرائيلية، ودفاع عن موارد الأمة، وعن الإنسان العربي المستهدف من أعداء امتلؤوا حقداً على كل عربي.
الشعب العربي في البحرين يعرف أن الأرض الفلسطينية مغتصبة، وتقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، ويعرف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا ينظر إلى الفلسطينيين بصفتهم شعبًا لهم قضية سياسية، وإنما يراهم تجمعاً بشرياً بحاجة إلى رغيف خبز وفرصة عمل، دون ذلك فلا وجود لهم في دهاليز السياسة الإسرائيلية، وهذه حقيقة تؤكد أن الأطماع الإسرائيلية قد تجاوزت حدود الأرض الفلسطينية، ووصلت إلى كل بلاد العرب، التي يدير فيها جهاز الموساد الإسرائيلي كل أنواع التمزق والانقسامات والديكتاتوريات وقمع الحريات.
رفْضُ الشعب البحريني أي علاقة مع الصهاينة يعني رفض المؤامرة على الديمقراطية التي داستها الدبابات السعودية ذات مساء، حين انقضت على انتفاضة شعب البحرين، يوم أن طالبوا بحقوقهم السياسية والإنسانية، وهم يعرفون أن قمع الحريات هو المقدمة لذبح الأوطان، وتقديمها فريسة لعدوهم الإسرائيلي، فالأنظمة الوطنية التي تنبت من حضن الشعب لا تهاب الأعداء، ولا تتوسل الحكم عن طريق أمريكا، ولا تفتش عن الحماية الإسرائيلية لمواجهة هجمات إيرانية بطائرات مسيرة من دون طيار، كما قالت صحيفة "هآرتس"، فقد دللت الأحداث الميدانية أن السفن الإسرائيلية لم تقدر على حماية نفسها من الهجمات الإيرانية، فكيف سيقدر يائير لبيد على إنشاء طرق الإبحار الآمن للسفن البحرينية في الخليج؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه.
لقد دخل المجرم يائير لبيد إلى أرض البحرين وفي يده السكين التي يشر منها الدم العربي الفلسطيني، فبعد قتل ثمانية شباب في الضفة الغربية وغزة، وبعد اقتحامات المتطرفين الصهاينة لباحات المسجد الأقصى، والزعيق بالأبواق، وممارسة الصلوات التلمودية، ذهب يائير لبيد ليمسح الدم الفلسطيني عن سكينه في الحطة البيضاء المهفهفة على رأس ملك البحرين، لقد شاهد العرب جميعهم الدماء الفلسطينية، وهي تصبغ لون الحطة بعار التطبيع، وهو الملك الذي تفاخر بأنه لم يسجل في تاريخه أي لقاء بمستوى وزير خارجية، فإذا به اليوم يلتقي بيائير لبيد وزير خارجية دولة العدو، لأن هذه الدولة الغازية هي صاحبة القرار في تعيين الملك، وفي تعيين رئيس الوزراء، ووزير المالية والدفاع والخارجية لدى كل الأنظمة، التي قدمت مصالح الشعب قرباناً للصداقة الصهيونية، لكي تمنحهم صك التقرب من أمريكا.
ستظل بقع الدم الفلسطيني تلطخ حطة ملك البحرين، وتسود وجه أمثاله من المطبعين، وتشهد أنهم يشحذون السكين الإسرائيلية التي تحز رقبة الأقصى، وتجز أمن البحرين والجزيرة العربية، وهم يباركون الاحتلال الدائم والناعم للأراضي العربية المحتلة، بعد أن داسوا مبادرة السلام العربية، ومزقوا قرارات القمم العربية، وقفزوا من فوق الحقائق التي دللت على أن كل من وضع يده في يد الصهاينة، ومن وقّع معهم اتفاقيات السلام -منذ اتفاقية كامب ديفيد وحتى أوسلو، ومن ثم وادي عربة- كلهم أصابتهم اللعنة الإسرائيلية، وكانت نهايتهم مأساوية على المستوى الشخصي، وتركوا من خلفهم شعوباً تفتش عن قطرة ماء في القرب الإسرائيلية، وتتوسل رغيف خبز يحترق على صاج الأمن الإسرائيلي.