الدكتور على رشيد النعيمي في مؤتمر هرتسيليا ضد الإرهاب. النعيمي رئيس لجنة الداخلية والعلاقات الخارجية في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي (البرلمان) يشارك الإسرائيليين في مؤتمرهم السنوي ضد الإرهاب، والذي انعقد في مدينة هرتسيليا قبل أسبوعين. النعيمي أجرى مقابلة مع موقع غلوبس الإسرائيلي تطرق فيه لنقطتين مهمتين: الأولى الملف النووي الإيراني، والثانية التعليم في أراضي السلطة الفلسطينية.
في الملف النووي وقف النعيمي على الخط النقدي نفسه الذي يقف عليه كيان الاحتلال، معتبرا أن إيران تمثل خطرا نوويا على المنطقة، ولم يشر النعيمي إلى الخطر النووي الذي تمثله دولة الاحتلال الصهيوني، الذي يمتلك سلاحا نوويا متفوقا. هذا الموقف غير متوازن، فمن مصالح الإمارات أن تطالب بشرق أوسط خالٍ من السلاح النووي، فإذا كان النووي الإيراني الذي لم يصنع بعد خطرا، فإن النووي الإسرائيلي الداخل في الخدمة هو خطر أكبر.
قل إن القضية الإيرانية لها اعتبارات خاصة في دولة الإمارات، ولكن ما هي الاعتبارات التي تدفع الدكتور النعيمي لمهاجمة التعليم في أراضي السلطة بصفته يزرع الكراهية؟ فهل قرأ النعيمي الكتب المدرسية وأجرى عليها بحثا علميا موضوعيا فوجدها تزرع في الأجيال الناشئة الكراهية؟! ومن المعلوم أن الكراهية هي مجموعة مشاعر ومواقف يوجهها طرف لآخر، فمن هو الطرف الذي يكرهه الفلسطيني، ويعلم الأبناء كراهيته؟! إذا كان الفلسطيني يكره من يحتل أرضه ووطنه، فهذا يعني أن الفلسطيني على الطريق المستقيم الذي سارت فيه الشعوب التي كرهت الاحتلال ومقاومته. ولا عيب على الفلسطيني أن يكره المحتل، وهذ ليس موضوعا علميا للنقد، كما مارسه النعيمي دفاعا عن الإسرائيلي المحتل.
كان الأجدر بالنعيمي أن يقول: إن الاحتلال يزرع الكراهية في الأجيال التي تعيش تحت الاحتلال، والحل الوحيد لعلاج هذه الظاهرة هو إنهاء (إسرائيل) لاحتلالها الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال هو الطريق الذي يمكن أن يبعث على الاستقرار والهدوء. مناهج التعليم في الأراضي الفلسطينية لا تزرع الكراهية في الأجيال، بل هي دون المستوى المطلوب وطنيًّا في مواجهة الاحتلال والاستعمار.
سيد النعيمي من الخطأ أن يجامل رجل في مكانتك ومنصبك عدوا يحتل أرضا عربيا على حساب مصالح الشعب الفلسطيني، التي دافع عنها أجدادك. إن منصبك يفرض عليك نقد الاحتلال، لا نقد مناهج التعليم الفلسطيني، ولو أنصفت لنقدت المناهج الصهيونية التي تدرس كراهية العرب، وكراهية النبي محمد عليه الصلاة والسلام في مناهجهم، وهو ما ينطقون بمخرجات هذه الكراهية في مظاهراتهم واحتفالاتهم حين يهتفون: الموت للعرب. الموت للعرب هو الهتاف الأكثر ترددًا على ألسنة الإسرائيليين وبالذات الأجيال الناشئة؟! فمن يا ترى يزرع الكراهية؟ ولو عدنا للتاريخ واستفتيناهم لعلمنا من هم الذين يكرهون الناس، ويفضلون أنفسهم على كل البشر من غيرهم.